اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع مشاهدة المشاركة
مَرارَةُ الحَقِيقَة !! ..

https://www.rabitat-alwaha.net/mwaextraedit6/backgrounds/75.gif""][CENTER][FONT Arial][SIZE
[CENTER][SIZE 6][FONT
دَعِ التَّفَجُّعَ ؛ إِنَّ الحُزنَ سَفَّاحُ وَ سَرِّ عَنكَ ؛ فإِنَّ الكَتَّمَ ذَبَّاحُ
وَ خَلِّ دَمعَكَ يَجرِي مِنْ مَحاجِرِهِ لَعَلَّكَ اليَومَ مِمَّا فِيكَ تَرتاحُ
ظَنَنتَ شِعرَكَ مَحفُورًا بِأَفئِدَةٍ مِنَ الهَواءِ ! وَ كَمْ خانَتكَ أَلواحُ
لِأَنَّكَ اختَرتَ أَرواحًا لِتَسكُنَها وَ قَدْ نُفِيتَ , فَما آوَتكَ أَرواحُ
وَ قَدْ صَبَرتَ طَوِيلًا تَرتَجِي فَرَجًا وَ ما لَدَيكَ - رَعاكَ اللَّهُ - مِفتاحُ
أُوذِيتَ مِنهُمْ مِرارًا , فالتَجَأتَ إِلَى سُهدٍ تُطارِدُهُ فِي اللَّيلِ أَشباحُ
كَأَنَّ لَيلَكَ مَصلُوبٌ عَلَى وَتَدٍ وَ ما بِلَيلِكَ غَيرَ الشِّعرِ مِصباحُ
دُمُوعُ صَحبِكَ - يا مَخدُوعُ - زائِفَةٌ فَلا يَغُرُّكَ بِالتِّدماعِ تِمساحُ
فإِنْ شَعَرتَ بِهَذا ؛ فاكتَفَيتَ بِهِ فَحَسبُ فَهمَكَ مِنْ ذَيَّاكَ إِلماحُ
فَلِلحَقِيقَةِ - ما اجَّاهَلتَ - نَكهَتُها مِنَ المَرارِ - وَ ما استَنكَرتَ - أَقداحُ
يا أَيُّها العُمرُ ؛ هَلْ ما زِلتَ فِي رِئَتِي تُثَبِّتُ الآهَ ؟ فِيما أَنتَ تَنزاحُ !
وَ هَلْ تَرَكتَ بِقَلبِي كَي تُعَذِّبَنِي مَواجِعًا ؟ أَهلُها راحُوا وَ ما راحُوا !
مَسامُ جِسمِيَ - لا عَينايَ - مَنْ هَطَلَتْ مِنها الدُّمُوعُ ! فَكُلُّ الجِسمِ نَوَّاحُ !
لَقَدْ تَعِبتُ وَ هَذا الجُرحُ أَنهَكَنِي فَبُعدُ مَنْ فارَقَتْ عَينايَ جَرَّاحُ
وَ قَدْ صَمَتُّ عَلَى شِعرٍ أُكابِدُهُ وَ ما عَلِمتُ بِأَنَّ الشِّعرَ فَضَّاحُ
ماذا فَعَلتُ لِكَي يَختانَنِي زَمَنِي ؟ وَ مَنْ لَدَيهِ لِهَذا اللُّغزِ إِيضاحُ ؟
أَنا المُحِبُّ , أَنا سِيزِيفُ صَخرَتِهِمْ أَنا لِأَرضِهِمُ الجَرداءِ فَلَّاحُ
إِذا أَصابُوا : أَنا مَدَّاحُ ضَربَتِهِمْ وَ إِنْ أَصابَهُمُ المَكرُوهُ : رَدَّاحُ
أَنا الحَرِيقُ , أَنا نِيرانُ مِدفَعِهِمْ أَنا الزِّنادُ , بِشِعرِ الهَجوِ قَدَّاحُ
أَنا الجَوادُ : جَوادُ النَّصرِ - ما احتَرَبُوا - مُخَضَّبٌ بِدِماءِ الخِصمِ ؛ ضَبَّاحُ
أَنا الأَمِيرُ , أَنا حَمَّالُ رايَتِهِمْ لِسَيفِ شِعرِيَ فِي الأَعداءِ إِلحاحُ
أَنا الهِزَبرُ , أَنا حَجَّاجُ دَولَتِهِمْ إِذا ثَأَرتُ , وَ إِمَّا جُدتُ جَحجاحُ
هَجِيرُ شَوقِيَ فِي الأَحشاءِ مَوقِدُهُ وَ حَرُّ وَجدِيَ فِي الأَحناءِ لَفَّاحُ
أُحِبُّهُمْ - إِي ؛ وَ أَيمُ اللَّهِ - ما بِيَدِي أَنَّ المُحِبَّ - بِرَغمِ الجَورِ - صَفَّاحُ
ضَعْ ضَعضَعاتِكَ عَنْ جَنبَيكَ يا كَبِدِي فَمَعْ هُمِومِكَ دارَتْ بِالأَسَى الرَّاحُ
هِيَ الحَقِيقَةُ , لا أَرجُو لَها ثَمَنًا : أَنا المُقِيمُ , وَ هُمْ - فِي الوُدِّ - سُيَّاحُ !
ليس كل من أحببته يحبك وليس كل من وفيت له يوف لكاخي الشاعر الرائع رفيق الجرح والألم والحب لا أقول رائعولكن هذا منحى مضيئ في الشعر العربي قوة وتأثير وشعر وشعور ولغة وصور وكل ما نرتجيه نجده عندك اخي ابو منةسلام عليك ابدا وروعتك وابداعكدمت بقلوب من يحبونك في الله راية شعر وعز وصدق وأخوة و إبداع