بيان من رأفت عيسى
الحمد لله رب العالمين من قبل ومن بعد
بعد أن راجعت ما كتبه الأخوة في المناظرة بينى وبينهم وما تبعها من نقاش ثنائي، وجدت أن القواعد التي بنيت عليها مدرستي في شعر السجادة تهتز بشدة رويداً رويداً حتى انهارت تماماً.
لذلك قمت بمراجعة الأمر برمته وكانت بيني وبين الأخ الكريم د. سمير العمرى محاورات كثيرة على البريد الخاص وغيرها من وسائل وقد اقتنعت اقتناعاً لا يشوبه شك أن اللغة التي خرجت من رحم الحرف قد أصبحت صرحاً من كلمات وجمل وفنون وشعر وبلاغة وما أنزله الله من قرآن. أما التعامل مع الحرف وحده فذلك لن يكون تعبيراً عن اللغة بل إهمال جسيم للتطورات التي لحقت بها والنضج الذي وصلت إليه. وقد نجد في بعض ما ورد في مقامات الحريري نوع من التعامل مع الحرف ولكنه كان تعاملاً لم يجرد الحرف من منظومة الكلمة والجملة والفن والبلاغة ، مثل المقامة السينية والشينية والرقطاء وغيرها من أشعار تقرأ من كافة الاتجاهات معتدلة ومقلوبة ومعكوسة.
أعلن هنا تراجعي الكامل عما كنت ذهبت إليه وأخرج من بئر الحداثة إلي حديقة اللغة العربية كما تعلمتها ممن ورثتها عنهم.
أقدر كل من شارك في الحوار وأخص العالم الكبير د. سمير العمري والمثقف الكبير د. هزاع.
أرجو أن يتم مراجعة ما يكتب من نصوص حداثية هنا وكم أخجلتني كثيراً التعليقات عليها والتي تستحسنها وتستخرج منها بلاغة في غير موضع وتشجع من كتبوها على الاسترسال في ذلك، ولا أرى أن ذلك يندرج تحت مسمى المجاملة بل هو هبوط للأسف إلى مستوي النفاق في الكثير منها.
أصلحوا أنفسكم ، ولا تجاملوا أو تنافقواعلى حساب لغة القرآن أبداً وإلا يكون هذا مسعى لهدم أساس من أسس الدين دون أن تعلموا وأعوذ بالله من ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
سورة الحجر الآية 9