يا وطني الجميلُ يا لبنانْ
يا لوحةً أبدعها الرحمنْ
يا قِبلة الأحرارِ يا مُلتَجأ الظمآنْ
يا فرحةَ الغريبِ يا ملهمةَ الأديبْ
يا موطن الذين مالهم أوطانْ
يا شامةَ المسكِ .. ويا وُريقةَ الريحانْ
يا زهرةَ الحبّ ..
ويا بحرا من الأزهارْ
ياجبل الحضارةْ
وساحل الانوارْ
سماؤك الحريةْ ..
وبحرك الأفكارْ
والليل أبجديةْ ..والفجر جُلّنارْ
والصبح من فيروزَ خبزٌ طازجٌ
يعيدني لقريتي .. طفلا على حصانْ
يا وطني المسكين يا لبنان
يمضغُك العاقلُ والسكرانْ
هانحن بين من تشرّقوا
وبين من تغرّبوا ..
واخرين ضيعوا العنوانْ
تحولوا ممسحة .. لينجزوا مهمة
فوزعوا الرصاص بالمجان
تشرذموا ..
واصبحوا أضحوكة الزمان
يا وطني الكبير
لو ان لي يدان
كنَستُ بالحذاءِ كلَّ تاجرٍ وفاجرٍ ومجرمٍ مدانْ
لكنتُ نظفتك يا لبنان
من كلّ وغدٍ فاسدٍ
وكل ذقنٍ بائدٍ
واقرعٍ كالافعوانْ
وضابط مرقطٍ جبانْ
لو كان لي يدان
حَلَقْتُ من تلك الدمى رؤوسَها
مَنْ حوّلوكَ فندقا .. وأجّروا المكانْ
احرقتُ تجّارَ القضايا الساخنةْ
ومُحْدَثي النعمةِ .. كالأنعام ..
وباعةَ السلاحِ و الأديانْ
من أهرقوا دماءنا في لعبة السياسةْ
وسوّقوا بلادنا كسلعة النخاسةْ
واحترفوا وانحرفوا .. وأوغلوا نجاسةْ
من مزقوا البلادْ
وجوعوا العبادْ
وسعّروا كرامة الانسان
وقبضوا بأبخس الأثمانْ
يا وطن العجائبْ
يا ساحة التجاربْ ..
والشعب كالفئرانْ
لو كان لي رأي أو استشارةْ
خَوْزَقْتُ من تعلموا الإثارةْ
وذوّقوا في فيهم العبارة
لينزعوا عن وجهك الطهارة
فاتخذوا البلاد للتجارة
وشغّلوا الأقلام بالإجارة
وسوقوا النساء في الإعلانْ
لكان ما أقطعه اللسانْ
ولو وصلت أقطع البَنانْ
لو أنني ملكتهم
لو أنني وصلتهم
كنت تعلمتُ على رقابهم
طريقةً جديدةً من طُرق الخِتانْ
يا وطني الشهير يا لبنان
يا صفحة أُولى على الجرائدْ
هل فقدتْ سلامَها الكنائسْ؟
وبرئت من اهلها المساجدْ؟
وانسلخت من طهرها القصائد
لافرق في شريعة الصبيان
بين المواخير ولا المعابد
فلم يعد في أمنها أمان
كل الجسور قدْ هوتْ
وظلت الحيطانْ
والنار في بيروتَ مثل طعنةٍ
مِن ساحةِ الصلْحِ الى الفردانْ
وَ سادةُ الغباءِ:كل همّهِمْ
أن يعرفوا من أشعل النيرانْ

يا حيرتي يا وطني
يا كيف يا سبحان ..
فهل رأيتم "كائنا"
يقوده رأسان ؟
وهل رأيتم دولة
يحكمها الغلمان ؟
ففاشلٌ يشن في هجومه
وآخر يردّ في بيانْ
حربُ التصاريح على أشدِّها
كأنّها سوالف النسوانْ
يا مرحبا بكم إلى لبنانْ..
...