لا شَيْءَ يَبْقَى...
شعر: عيسى جرابا
11\1\1429هـ

قَامَةٌ نَحْتَفِي بِهَا أَمْ قُمَامَةْ؟
وَغُرَابٌ نُصْغِي لَهُ أَمْ حَمَامَةْ؟

مَنْ تُرَى حَوْلَنَا... دُمَىً أَمْ رِجَالٌ؟
يَفْقِدُ الـجَانِحُ الـمُسِيْءُ احْتِرَامَهْ

مَا الَّذِي نَرْتَجِي... هُدَىً أَمْ ضَلالاً؟
مَا الَّذِي نَبْتَغِي... رِضَاً أَمْ مَلامَةْ؟

مَا زَرَعْنَا... أَعَوْسَجاً أَمْ نَخِيْلاً؟
مَا جَنَيْنَا... أَذِلَّةً أَمْ كَرَامَةْ؟

كَيْفَ بِاللهِ ضَاقَ طِيْنٌ بِطِيْنٍ؟
مَا يُرِيْدَانِ وَالـحَيَاةُ غَمَامَةْ؟

وَعَلامَ الصِّرَاعُ؟ لا شَيْءَ يَبْقَى...
وَاهِمٌ مَنْ يَظُنُّ أَنْ لا قِيَامَةْ

وَلِمَ الصَّمْتُ؟ مَنْ يَرَاهُ... شُجَاعٌ
أَمْ جَبَانٌ؟ كِلاهُمَا كَنَعَامَةْ

وَلِمَنْ نَشْتَكِي لِمَنْ... لِعَدُوٍّ
أَمْ صَدِيْقٍ؟ لِذَا وَذَاكَ ابْتِسَامَةْ

وَبِمَنْ نَقْتَدِي...؟ تَشَابَهَ كُلُّ النَّـ
ـاسِ... كُلٌّ بِلِحْيَةٍ وَعِمَامَةْ!

وَكَأَنَّ العُقُوْلَ سَكْرَى... تَهَاوَتْ
وَأَمَاطَتْ عَنِ الـجُنُوْنِ لِثَامَهْ

فَإِذَا الظُّلْمُ فِي الـخَلائِقِ عَدْلٌ
وَإِذَا القُبْحُ فِي الوُجُوْهِ وَسَامَةْ

وَبَقَايَا مِنَ الـمَبَادِئِ صَارَتْ
تُهْمَةً وَالفُسُوْقُ صَارَ اسْتِقَامَةْ

وَبَيَاضُ النُّفُوْسِ أَمْسَى سَوَاداً
يَتَدَلَّى صَفَاقَةً وَدَمَامَةْ

مَازَجَ الـحَقَّ بَاطِلٌ وَتَلَظَّتْ
جَذْوَةُ الشَّكِّ... أَيْنَ أَيْنَ السَّلامَةْ؟

هَـكَذَا غَامَتِ الرُّؤَى حِيْنَ صَبَّ اللَّـ
ـيْلُ فِي مُقْلَةِ الضِّيَاءِ ظَلامَهْ!