بين الشام وأمة المليار دَفْقٌ من النَّوح فوق الخدِّ منسكبُ
لم يبق للذل من حظٍّ ليجعلها في آخر الرَّكْب قد غاصت بها الرُّكَبُ
تاريخُها صورةٌ حسنى، وحاضرها بيتُ العناكبِ واهٍ ساقطٌ خرِبُ
ماذا لديها من الإسلام يرفعها؟ قولٌ بلا فعلٍ والأصل مستلَبُ
حلّ الفجورُ وساد الفسقُ وانتشرت معاولُ الهدمِ والتخوينُ والرِّيبُ
ضاع الشبابُ وصار الدينُ جوهرُه تقليدُ غربٍ وعمَّ اللهوُ والطربُ
أردّد الآهَ فوقَ الجرح من ألمٍ فتخرج الآهُ من قلبي وتنتحبُ
تقول لي: أمةُ المليارِ خانعةٌ قد شتّتَ الشملَ فيها القومُ واحتجبوا
في كل يوم يسبُّ الكفرُ أشرفَنا ذاك النبيُّ علا في ذكره الحسبُ
شَلت يمينٌ تخطُّ السوءَ ترسمُه ما كان في الرسم إلا الزورُ والكذبُ
لو كان يعقل ذاك العلجُ ما بدرتْ منه الإساءةُ والتلفيقُ والعطَبُ
وا حسرةَ النفس لو كان الرجال هنا لما تجرأ علجٌ كافرٌ خَنِبُ
لكنّ ردّ بني الإسلام قاطبةً حشْدُ المسيرات والتنديدُ والخطبُ
كلُّ الحكايةِ شجبٌ ثمّ مؤتمرٌ ومجلس الأمن يُرضيهم إذا غضبوا
يقرّر المجلس المعقود ما يأتي: عيبٌ لِـ "ويسترجارد".. يزعَلُ العربُ
هَبّوا وقاموا وردّوا الأمر واحتجّوا وقلّبوا الفكر في التصويت وانتدبوا
السادة اجتمعوا من كل ناحيةٍ يدّارسون قراراً فيه النارُ واللهبُ
وصَوّتَ القادةُ الميمونُ طائرُهمْ فاستنكروا الفعلَ، قالوا: ما له سببُ
كان الجهادُ جوابَ الكفر يُبكمه في سالف العصر لما قادتِ الشُّهُبُ
أما زمانٌ كهذا لا أبا لهمُ لا السيفُ أصدق إنباءً ولا الكتبُ
يُساء للإسلام والثوّار موعدُهم في ساحة التحرير لا حربٌ ولا نَهَبُ
ما عزّ جارُكمُ يا أمةً جهلتْ حكمَ الجهاد إذا أعداؤكم شَغَبوا
من أين تأتي لكم أسباب قوتكم؟ ستون قطراً ولا يبدو بكم عَجَبُ
قيل: التفرقُ لا يبقي لكم أملاً بأن تعودوا إلى الأمجاد فارتقبوا
مأساتنا عمرها تسعون مجزرةً والقدس تُنحَر والجولانُ والنقَبُ
والعُرْبُ تفخر في تحنيط نخوتها ولا عزاءَ لـ أقصى اليومَ يُستَلبُ
يا قومُ ناموا فصوت النار يزعجكم لن نطلق النارَ إن الطفلَ يرتعبُ
أجدادكم دوّنوا التاريخَ وانتصروا تسيّدوا الأرض حقاً إنهم عربُ
حتى أتيتم فلا دينٌ ولا دنيا أعدادكم كغثاء السيل تُحْتَسَبُ
قد سال من دمكم من عهد نكبتكم ما سوف يروي ظماء الأرض إن شربوا
بين العدوّين إسرائيل تقتلكم وتنهش اللحم بالأقصى وتغتصب
إيران أخطر أفكاراً ومعتقداً جرثومة الكفر للإسلام تنتسبُ
والسائرون على منهاجها قُدُماً كالرأس تتبعه الأرداف والذنبُ
بشار أوّلهم حبّاً وتقليداً لا بارك الله فيمن داؤه الكَلَبُ
لم يترك الفاسق المجنون في بلدي بعد الربيعين إلا الموتَ ينتعبُ
نادى لمولاه في طهران ينقذه من ثورة ضد قردٍ ما له شنبُ
فأرسل الفرس جيشاً لا عداد له كي يقتل الشعب تفجيراً بما يجبُ
لما استعدّ لجيش الكفر أشجعُنا وربِّ مكة إن الفرس قد غُلِبوا
آلى شبابُ الشام أن تعلو منارتُها فهبّتِ الديرُ ثنّت بعدها حلبُ
حماة لبّت وحمصٌ أطلقت قسَماً بأن يُردَّ لجيشِ الكفر ما يَهِبُ
حوران كانت على الميعاد حاضرةً والريف في ثورة الأبطال ملتهبُ
وإدلب الخضراءُ لن تُنسى بطولتها أرضٌ محررةٌ تزهو وتنتقبُ
سوريةُ العزِّ لا ترضى بمرتزق يقود شعباً أبياً ما به نَصَبُ
قد خاض معركةً وصلاً بمعركةٍ فملة الكفر فيما بينهم نسبُ
يا أحمقَ الناس لن تبقى إذا وصلوا لقصر تشرين لما ينضجُ العنبُ
هلّا نظرت إلى أبطالنا رفعوا بيارق النصر والتاريخ يُكتَتبُ
الشام تلبس للأبطال زينتها عروسة المجد للأفراح ترتقب