(( في سفركِ الخمسينَ قلتِ لأخوتي
طوبى لعبد ليس تشغله الخيانةُ
لا يسائله الخفر
طوبى لعبد لا تطالبه البنوك
إذا تأهب للسفر
طوبى لعبد يذبح الأحلامَ فينا والقمرْ
هل يا ترى يوماً يقبلنا الصباحُ إذا حضرْ ؟ ))



ماذا يريدُ الشاعرُ البدويُّ في زمن التأمركِ

من وجوه الساسةِ الشرفاءِ في حفل التناسخِ ؟

هل يريد زيارة المريخِ ؟

يمتدح الخليفةَ

أم يريد مسافةً ضوئيةً

ليقيم أطلالاً ويحلبَ نعجتينِ ؟

مشردٌ في التيه وحدك قالها

في وجهه أغصانُ بابلَ

والمسيح مصلّبٌ في صدرهِ

وبراءةٌ في سرِّهِ

- أسلِمْ وتلّك للجبينِ

وكنْ فدى -

وأنا غناؤك

أو بكاؤكَ

أو دعاؤكَ

رجعُ صوتكَ

حين ينتحرُ المدى

أو حين تختصم التقاسيمُ انحناءاً

والمسافاتُ انتهاءاً

حين تنفجر الملامحُ

اِنتهى زمن البلاهةِ

ردّني ريشاتِ صقرٍ

لا تشابهه الجوارحُ

هدّه سفرُ التوحدِ

زاده طلعُ التخاذلِ

حسرتينِ على العبادِ



يقولُ حادي العيسِ

في زمن الحواسبِ:

اِرتقَى للنجم أغنيةً

من (الراي )الأخيرِ

وردني دربُ النشيجِ

بغامَ رازحةٍ على سفح الخليجِ

بلا صدى



وأنا التناقضُ والنقيضُ

أنا الترفع والحضيضُ

أنا الإشارة والحديثُ

أنا المعلقة الأخيرةُ والقوافي

علمُ أسرارِ الحداثةِ

والرسائلُ في الهواتفِ

أتخمتني لحمةُ الأفخاذِ

لا شرفُ العمائرِ

والدبيبُ

أنا العروضُ العلّةُ المعتوهُ

في زخم الكلامِ أنا النسيبُ

أنا النسيبُ

تمرّ قافلةُ التوابلِ من أمامي

لا دروب الملحدينَ

ولا مجون الراقصينَ

على خطىً للموتِ

يخرج مشمئزاً

من لعاب المنهكينَ

ومن حليب الجوعِ من غضب الفطامِ

هيَ القصائدُ من بنات الحلمِ

أوسعنَ السنين مفازةً

للعابرينَ

من الشروق

إلى الغروب

إلى الجديبِ

إلى جمودٍ

يرقبون السيفَ والأنطاعَ صفّتْ

كالموائدِ في صيام العجز عن لا

( جعْ إذا ما شانك الزادُ القليلُ )

يقول جلادٌ برئٌ

في هدوءِ المستشارِ

وفى ثياب المحضرينَ

أُجَنُّ

كيف من المماتِ تعود روحٌ

من خصيٍّ نستعيد فحولةَ الجدي الذليلِ !

يسبني

ها قد نصحتك ألفَ عامٍ

قبل عامك لم تسرْ

فلمَ تعودُ لمَ تعودُ

يشدّك العجزُ المريبُ

فتنحني آن الوصولِ

وتنكسرْ

في زيّك البدويِّ

تنتظر اجتماعاً طارئاً !

كلّ الذين عرفتَهم

مروا مرور القيظِ في جبل النحاسِ

وهيئوا للظلِ مأدبةً

على شرف النشيطةِ

والنعاسِ

وجلسة التقسيمِ

صمت الخائفين من المباحثِ

من عيونِ المخبرينَ

أتى مرابٍ

قال بالأرضِ المعاد حليلتي

مجّت بطونُ الشعبِ

أرديةَ القبورِ

وما أتت من غيلة الثكناتِ

ترفعُ فعلَ أمرٍ

أو تلوّح للجماهيرِ

انتهى عهدُ السكونِ

وجائزٌ تضمينُ واوِ العطفِ

في حشو الضميرِ
قصائدي وهمٌ

وضادي

أدمنتْ لغة التضادِ

فحاصرتْ خيلُ الخوارجِ

ما تبقى من حجيجٍ

صفّقتْ كلّ القبائلِ

تحت رايات المكيدةِ

وجهُ مغشوشٍ تفرّس من سجائره الرسالةَ

من طلوع الفجر في خطٍ موازٍٍ للكآبةِ

موتَ عمرٍ للبداوةِ

والأماني

ثمّ قلتُ العيد يمتحن الأغاني

مالهُ ؟

قد جاء بالعهد القديمِ

ويومِ بدرٍ والفراعنةِ الجدودِ

على نشيدي

أم يراوغنا سلامٌ

للخروج من الجحورِ

وقتلِ زرقاءِ اليمامةِ !

( لم يزلْ حلمُ القيامة في منامي )

قال فلاحٌ

وولى وجهه

شطرَ الجنونِ

مسائلاً مدنَ الرمالِ

عن النعامةِ

والشتاء الليل موعدنا قتيلٌ

والسؤال هو السؤالُ

إلى متى ؟

وأنا عصرتُ الخمرَ من سفح الجليلِ

سقيتُ أعضاءَ الوفودِ الدائمةْ

وجمعتُ توقيع الملاجئ

والمدارسِ والحواري والضحايا

جميعها

ألقيتها في وجهِ( شيلوكَ )الحكايةْ

وأنا غرستُ التمر في أرض الرشيدِ

حملتُ خبزاً

ملحه التاريخُ يهتفُ حين أهتفُ

بالأشاوس والأماجدِ في ربوعي

إنّما

اَلخزيُ أوسعُ من جلابيب المساعي

أمرخِي

خيماتِ ضبٍ للوفودِ

وأمركِي أحياءَ كلبٍ للجنودِ

تلحّفي يا بنتُ أزياءَ التعري

اِفضحي نهديك تحت ذكورةِ التفتيشِ

أو انضحي نفط الحقيقةِ

قهوتينِ على أزيزِ المروحيّةِ

والقراراتِ المعدّةِ قبل منبتنا هنا

لا فعلِ جساسٍ بنا

لأخوكِ كان أرقَّ منكِ وألينا

أوَ ما قرأت العمر تحت أظافري ؟

أوَ ما لمحت الدمع فوق محاجري

إذ ترسلين الأبجديةَ

فوق عاصفة الفراغِ

وخلف خارطة الطريقِ

وتحت آلية العدمْ

مرّ الذي في وجهه

أيتامُ بابلَ حرفُ ضادٍ

راقه طولُ انحناءٍ

قال وحدك هاهنا !!

طعن الشتاتُ

إلي متى طعن الشتاتُ

ولم يعدْ في العرْبِ أبٌ

أو أمومةُ أو صلاتُ

لمَ يُسافركَ الجنونُ ؟

ورعشةُ الأمل البعيدِ

على اتساع البيدِ تأفلُ

والنوائبُ نازعاتُ

فقلتُ

أرتقب انتفاضَ النهرِ بعد جفافه

يأتي ومن بغدادَ لا يدنو المماتُ .



فبـــــرايــــــر 2003