أتحفني الحبيب الشاعر إبراهيم خواجي برسالة جوال فاتحتها ( يا ناعس الطرف طرفي يشتكي الأرقا .... وفاض وجدي فسجّى أضلعي وسقى ) وكان الحبيب الشاعر أحمد التيهاني قد أسرني زمنا في جملته الحبيبة ( بي عنك ) وهكذا تعاون الحبيبان على متبتل في محاريب الكدح اليومي .. فأخرجاه إلى فضاء القصيد

....

بي عن عيونك .. هات الوجد والقلقا

والليل والشعر والآهات والأرقا

فإنني – يا ربيع العمر – مؤتَمَنٌ

على المحبين .. إما ضيّعوا الطرقا

....

منذ ارتحلتُ دروبي والهوى قدَري

أُلقي إليه قيادي .. خانَ أو صدَقا

أقومُ في أعين السارين نافذةً

وأنتهي في دروب الوجد مفتَرَقا
....
بي عنك .. ذكّرتني نبضاً صنعتُ به

وجهَ الحياةِ .. ودرباً أدمنَ الزلقا

وخافقاً جرَّحتهُ الساقياتُ هوى

وبارقاً منذ عهْد الجدب ما برقا

....

بدوتُ حتى أذاب القفر أرديتي

وهمتُ حتى أذبت الفجر والغسقا

مزمَّلٌ في جراح الوجد .. أمنحُها

خيلي .. وتقتلني وهْماً ووعْدَ لِقا

أقوم في حلق السمّار ملحمةً

يروون عني .. ( دنا للماء فاحترقا)

....

ممزقٌ بين أحلامي وشحِّ يدٍ

من الخليل .. وعيشٍ واهنٍ مُزِقا

....

بي عنك .. أخرجتني من عزلةٍ شربتْ

نهري .. وأدمَتْ يتيماً حائراً قلقا

وكنتُ هاجرتُ من روحي إلى جسدي

وبعتُ أعدائي الأقلام والورقا

ونِمتُ في كفِّ أحـزاني .. أكُفُّ يـدي

عن التحيات .. عامَ العشقُ أو غرقا

....

فما أبالي وأحزاني تهزُّ غدي

عذقاً من التمر .. أعيا العدلَ والرّهَقا

....

ألقيتُ في سفري قلبي إلى قدمي

وبتَُ لا أنتمي إلا لروح ( وقى )

....

بي عنك .. أيقظـتَ في نبضي مـرارته

و( دُسْتَ ) في بيدري الأشواك والحَلَقا

....

بي عنك .. حرَّرتَ سجّاني فأوثقني

في ساعديه .. خيالاً .. ظامئاً .. شَرِقا

فأيّ يوميَّ أفنى درب قافلتي

وأيّ دربيَّ أدنى قاتلي وسقى

....

لطالما عقّني لاهٍ وثقْتُ به

فإن صمتُّ على جرح الهوى .. نطقا

وإن جمعتُ دروب الصبر .. فرّقها

وإن ترجّلتُ عن نخل الحياة .. رقا

وإن تنسّكتُ أغواني .. وإن لعبَتْ

بي النداءات .. خان الجبرَ والفلقا

....

بي عنك .. هاكَ فلول العمر .. غنِّ لها

شيئاً من الوجد ..خان الوجد أو صدقا