" هشيم الصحب "

ورأيت مَـن حولي كقطعان الـذئابْ
أضحتْ " أحبكَ " كـذبةٌ
تغوي جموع العابرينْ
ورأيت صحْبي
بعد أعوام تلاقى الحبُ
معْ أنسام صبح كالرؤىْ
نمضي يداعبنا الندى
والطل يبهجنا
كنفح من عبير
كانت " أحبك " ترتمي في مسمعي
وكأنه قطر الدواء
إذا أخم بي الوجعْ
وترد أمسا ذاهبا
دهرا تشوه بالخطوبْ
كانت "أحبك" عارضا
يهمي فأشرقُ كالربى
أو أنتشي كالياسمين
لكنني أنكرت كل جوارحي
لما رأيت الصحبَ
عباد الورَقْ
فغدت " أحبكَ " دونها خرط القتاد
ورحلت زادي أدمعي
والطير يشدو حالما عند الاصيل
(ما أكثر الأصحاب حين أعدهم
لكنهم في شدتي ذر التراب )
يمضي الزمان وقد خلوت لعزلتي
عند الجهاز تصفحي أو بين
صفْحات الكتاب
أخلو ودمعي في المحاجر عافني
جفني فلم أذق الكرى
أو أسترحْ
وعزمت أن أمضي أصارع
دون أن أرجو البشر
وملأت قلبي عنوة
بدم التجدد واليقين
وسللت من غمدي الحماس
ورحت أقتلع الصعاب
كان الرجاء يظلني
معْ بسطة من فيض أنوار الإله
لم ألتفت - يا هؤلاء - إلى الوراء
لم يؤذني حر المدامع
أو يخامرني الكسل
كان النهار يمدني !!
.. كيما تنيخ لي الصعاب

أعطيت كلا حقه ..
وسموت عن دنيا التحاسد والطمع ..
ورثيت أيامي التي قضيتهن بلا ثمر ..
أكسبت في دنيا الشدائد جرة
ملأى بأصناف العلوم ..
لا محنة إلا وفيها منحة
لو يعلمون .....