رؤاكِ وما سطَّر الأوّلونْ
وحلم نمته إلـيكِ القرونْ

تبخّر في لحظةٍ كله
كأنْ لم يكُنْ باتِّساعِ العيونْ

وعادت قتامةُ أفكارهم
تخيّم فاللّيل مُهْرَُ حرونْ

جنون حياتك في عصرهم
وما من بديلٍ لهذا الجنونْ

تجوب الشوارعَ أقدامُهم
فيصحو على وقعها التافهونْ

توحَّد في دمهم بُغْضُها
فاُوقدَ في كلِّ شبرٍ أتونْ

وعمَّ الخرابُ بأيديهمُ
فيا أمُّ قد أَسَرفَ المفسدونْ

كأن لم تكوني لهم ذات يومٍ
ملاذاً ولكنّهم خائنونْ

يظنون حلمك ذُلاًّ وقد
تمادوا وما خلتهم يُسْرَفونْ

كأنَّهمُ يَحْسَبُونَكِ جسراً
لغاياتهم ساءَ ما يحسبونْ

ألا فانهضي واطرحيهم رماداً
تذرّيه ريحكِ وانفيِ الظنونْ

يا شاعراً أين نبضُ القوافي
يزيحُ عن القلبِ غَمَّ السنينْ

يُحَرّكُ عزماً وُيشْعلُ ناراً
ويُحْيي مَواتاً ويُذكي حنينًْ

بلادك ُتستهدفُ الآن ظلماً
ألا فليرَ ردَّكَ الظالمونْ

1998