فهل تتنفّس؟؟

ما بال الصّفحات شاحبة يا هاتفي؟
هجَرَها الكثير، و أنا هنا لا أعرف أحدا بالقرب لألتهي عن كوني بعيدة، ما بال الصّفحات يا هاتفي، باهتة... لا أستطيع غير مسح شاشتك لتبدو أكثر وضوحا، لكنّها من مصدرها باهتة... ربّما هناك بصمة حيث العدسة، و ربّما يعشّش الغبار بين ذرّات الهواء فيشوّش الرّؤية... و ربّما غشى عيني ما غشاها فثقلت عليّ الرّؤية... حسنا...
فلتبهتي يا صفحاتُ كما تشائين... سأقنع نفسي أنّك من الوضوح بحيث تشعّين ضوءا فلا أكاد أستبينُك...
سأقنعُ نفسي أنّي من كثرة الزّحام.. زحام الصّحون و التّوابل و الملاعق و سطور المقالات العلميّةِ و سلال الغسيل المتفرّقةِ و الأوراق المفقودةِ بين الحين و الحينِ و الأقلام الملوّنةِ و الهواء البارد الباردِ... من كثرتها أنظر إليكِ عجلى فتسيلُ صورتُكِ على صورتِك...
سأقنعُ نفسي يا صفحاتُ أنّكِ في سباتٍ شتويٍّ ربّما سيزول بعد دقائق و ربّما لن يفعل و ربّما سيفعل ثمّ لن ثمّ سي.....
لا أدري... إنّما لا قول يُشبِعُ يا صفحاتُ إذ جاعت القلوب لسطر يطمئنها أنّ الأرض من بعدُ تتنفّس....




عبلة الزّغاميم
1-12-2013

نثرية جميلة, حملت صورا راقية,
مزيج من العتاب والحنين, بأسلوب جميل, أحسنت بمخاطبة الهاتف هنا لتخبرينا عن البعد المكاني.
أديبتنا الكريمة: عبلة الزغاميم
دمت بخير

خطاب مع النفس ليريحها عن حال الأهل والأرض ، فلا تجد سوى تصفح الأخبار عبر " الهواتف الذكية" ذات الشاشات الواضحة ، إلا أن صاحبة النص ما زالت ترى في الصفحات إغباشاً .
تشعرنا الكاتبة أنها تعيش في غربة عن وطنها ، فعسى أن تعود الشاشات واضحات وتعودالصفحات تزدهي بأخبار الخير .


نص جميل ، خفيف اختصر الكثير من الهموم في بضعة سطور


ألف تحية وألف سلام

**(( ولعلّ في صفحات الفؤاد ما يُنبيء عن صفاء رؤيةٍ لربيع ترنّ فيه معاني راحةِ البال وطمأنينة القلب ، بوركت أديبتنا على ما سطّر اليراع من سطور الحال والمقال الجميل ، فائق التحايا ، ودمت بخير ))**

للغربة إيحاءات عديدة ومنها إيحاءات بجمال الفكرة والتّعبير
كلمات مؤثّرة
بوركت
تقديري وتحيّتي

هي باهتة
وظمأ لسطر يسد عطشها في صحراء الغربة
وصحراء العمر
سطور متشققة حنيناً
دمت بخير
مودتي وتقديري

فلتبهتي يا صفحاتُ كما تشائين... سأقنع نفسي أنّك من الوضوح بحيث تشعّين ضوءا فلا أكاد أستبينُك...
سأقنعُ نفسي يا صفحاتُ أنّكِ في سباتٍ شتويٍّ ربّما سيزول بعد دقائق و ربّما لن يفعل و ربّما سيفعل ثمّ لن ثمّ سي.....
لا أدري... إنّما لا قول يُشبِعُ يا صفحاتُ إذ جاعت القلوب لسطر يطمئنها أنّ الأرض من بعدُ تتنفّس....

في صحراء الغربة يموت الربيع في أوجه وتنوء بالحزن القلوب فتتكسر بوحا وحزن

وقد تملكنا بالحزن بوحك في هجير الاغتراب

دمت بخير

تحاياي

الحديث مع الهاتف الذين يأتينا بصوت من نحبهم يشعر المتلقي بألم الفراق
نثر جميل أختي

شكرا لك

بوركت

غربة وحنين وعتب واشتياق لايسد ثغورها صفحات الهاتف
نبض شجي أنيق الحرف
بوركت واليراع أيتها الرائعة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

للغربة حرف تخطه محبرة تسقى من الشوق والوجع والحنين
نبض تألق بحروفه ولغته
دمت بكل خير.