العــــلة


خُذني لِنفسِيَ،، دُلَّني لِتَدُلّهْ
هــاكَ اندثاريَ فيكَ بعضيَ تَلَّهْ
لَملِمْ .. فَشقي لا يَملُّ غُبارَهُ
والضِلعُ سَعفيَ غَيرَ أنْ لا نَخلةْ
ما عُدتُ أعرِفُني ..بُهِتُّ كــآخرٍ
عَلِقٍ بِمرآتي يُــناشِدُ ظِـــلّه
مُتأطِّرٌ بالذِنب حتى خِلتني
كالطُحلبِ المأفونِ يَلعنُ شَكلهْ
أضنتْ مُراوغتي بدنيا غَفلتي
إذ صِرتُ خِبّاً راوغتهُ الغَفلةْ
لو كان كَفُّ الشرِّ بالعزمِ اكتفتْ
تِلكَ النفوسِ بِصولةٍ أو جولةْ
حاذرْ تَنلْ وزرَ انكِفائكَ للمُنى
فالغِرُّ غَيَّبَ في السلامةِ عَقله
جَرِّبْ ذكاءكَ في الفِرارِ مِنَ الخَنا
جَنِّب زُلالَ الروحِ يَغسِلُ وحلهْ
وكفاكَ داهيةَ الرُكونِ لِحنكةٍ
في الغيِّ كُلُّ نُويبغٍ كالأبلهْ
هذا البلاءُ المحضُ غَيّرَ عالمي ال-
علويّ في ذاتي كأصغرِ نملةْ
ولرُربما حازَ الريادةَ مَنطقي
لكن سَفُلتُ بمأثمي والزّلةْ
يا نَفسُ كونيني الذي أغراكِ بال-
دمعِ الشخوبِ وعِفّةٍ مُخضلّة
كوني القديمَ بِمُرّهِ ومَريرهِ
فَلَرُبما مُرّي رَحيقُ النحلةْ
شَرّقتُ في أقصى انكفائكِ في الهوى
لا عِلتي غَرُبت .. فأنتِ العِــلّةْ
و تَمخّضتني حسرةٌ فَعلِقتها
وكذا اليؤسُ الحُزنُ يَنسلُ نَسله
خُذني الأنا واضمُم ضُلوعكَ تلقني
في شَهقةِ التأنيبِ أزفُرُ طِفلة
وأجيءُ يُرضعُني الخُشوعُ براءةً
كيما أشُبَّ بِتوبتي وأُدَلّــهْ
فَجّرْ عُيونَ الطُهرِ و اغسلْ دمعةً
في مِلحِها طيني يُعاود غَسله
لِأُعيدني روحاً تلألأ بَثُّها
كالياسمينة عانقتها الفُــلّه
إني انهمرتُ إنابةً وسُكِبتُ في
أملي لعفوٍ ارتجيهِ مَــظلّةْ





معين الكلدي
2 / 4 / 2016