هَجَرْنـَــا حُلْمَنـَـا الأَخْضَــرْ!! شعر: أميرة عمارة


ذَهَبْنَا دُونَ أَنْ يُتْلَى
بَيَانُ ودَاعِنَا الأَكْبَرْ!


عَلَى عَجَلٍ،
هَجرْنَا حُلْمَنَا الأَخْضَرْ!

وَفَارَقْنَا
رَبيعًا مُذْهَلَ المنْظَرْ.

ذَهَبْنَا وَالكَلامُ يَغِيبُ في يَأسٍ
يُحَاصِرُنَا،
ليَبْقَى دُونَنَا جرحٌ
يُذَكِّرُنَا:
بِأنَّ عُهُودَنَا ضَلَّتْ
طَريقَ القُربِ
كي تَثْأَر!!

وأنَّا مَنْ تَهَاونَّا،
فَفَرَّ عَطَاؤُنَا مِنَّا،
ووادِينَا لَنَا أَنْكَرْ....

أَلفْنَا هَجَرَ سَاحَتِنَا،
فَمَا عُدْنَا
نُغَرِّدُ فَوقَ أَغْصَانٍ
عَشِقْنَاهَا،
تَعلَّمْنَا الكَلامَ بِهَا
وَعَلَّمْنَا مَرَايَاهَا:
بأنَّا سِرُّهَا الروحِيُّ
والأَبَدِىُّ والأَخْطَرْ...

وأنَّا -في تَدَانِينَا-
نَعيشُ العُمْرَ
لا نَشْكُو،
ولا نَسْتَحْضُرُ الآلامَ أو نَضْجَرْ...

وأنَّا رُوحٌ أَلحَانٍ
تُرَدِّدُنَا مَتَى غِبْنَا
ولو عُدْنَا،
يَزُفُّ القَلبُ بالأشْواقِ
مَا سَطَّرْ...

تَوارَى البَوحُ
خَلْفَ رواءِ قِبْلَتِنَا،
وَمَا عَادَتْ تُمَنِّينَا
قَوافي الودِ،
أوْ تَسْحَرْ...

وَمَا عَادَتْ تُواسِينَا،
وَيَمْضِي الوقْتُ
لا الآمالُ تَعْزِفُنُا،
ولا غَدُنَا يُدَاوينَا،
وفُلْكُ الهَجْرِ في أَيَّامِنَا أَبْحَرْ...

خُذِينَا يَا رِيَاح الشَوقِ
نَحوَ رُبُوعِنَا الأُولَى،
لكي نَشْدُو
لَدَى أَطْلالِ مَاضِينَا،
وطَيْفِ وِدَادِنَا المَمْزُوجِ
بِالريحَانِ والعَنْبَرْ...

خُذِينَا نَحوَ عُنْوانٍ
بِهِ إِشْرَاقُ رُوحَيْنَا،
لِيُحْيِينَا،
وَيُنْبِتَ في وَرَيدِ القَلْبِ
زهْر صَفَائِه الأَحْمَرْ...

خُذِينَا
لا تَرُدِّينَا،
وزِيدينَا مُنَىً أَكْثَرْ...