قيس .. وحلم الوصال
كأن الروح يا ليلى أتاهــا
هـل الـدنيـا وبعد طـويل صـدٍّ
أرادت أن تـكـفّـر عن أذاهـا
وحـنّ عليّ منــها صخــر قلـبٍ
وكم من صخرةٍ منحت ميـاها
فغضّـت طرفهـا عنـّا لنـرضى
وننسـى مـا جنـت دهـرًا يـداها
ولـم تمنـع لـذيـذ الوصـل لمّـا
رأت أوجـاعنـا بلغـت مـداها
فهـيّا نقـطـف الأفـراح هـيّا
فبعـض الضوء قـد يمحـو دجـاهـا
كـأنّـا لـم تعـذّبنـا الليالـي
ولـم نـنزف دمـوعـًا من شـجاهـا
ولـم تهـرب سنيّ العمـر منـّا
ولم يحــرق مـواسمـنا لـظـاهـا
تعالـي وانثري لغـة الأماني
ليعبـق في فضــاءاتي شــذاها
لعل الأبجديــة بعــد جـدبٍ
يطـيب بروض أشعاري جــناها
دعـي أيـامنـا تبـدي اعتـذارًا
وتمنحنـا قليـلاً مـن صـفاهـا
ولا تتصفحـي أوراق حـزنٍ
تـلوّعـني مـواجـع محـتواهـا
جنوني عـاقـلٌ لـم ينتـزعْنـِي
مـن الذكرى ولـم يخنـق صداها
وصـمتي صـارخٌ حـاولت جـهدي
لأمنعـه .وأوصدت الشـفاهـا
ولكنّ الهوى العذري يبقــى
بقـاء الأرض تعـلوهـا سـمـاهـا
أحبــّك والمـفاوز في دروبي
وأهـوالٌ ترَصّدُني ظُبــاهــا
أحبـك والمـحـال لـه حصـونٌ
تـهدّد من تـدانـى من حِمـاهـا
أحـبّك والحـروف تضـيق عمـّا
بنفـسي إذ تعـبّـر عـن رؤاهـا
أحـبّك فـوق مـا يحكيــه شعري
ولو أثقـلْتـه شـوقــًا وآهــا
وإن طاوعت صوت العقل ماتت
رؤاي وأدمنت روحـي شقاهـا
فأوثقـها بقـيد اليـأس حـتّى
تـؤوب فتـرعـوي عن مبتـغاهـا
وقد ذبـح المـنى من أرض روحـي
ليذوي غصـنها ويغـور مـاها
وناداني : كبرت فدع هواهـا
ومن تبع الهوى ولّى وتـاهـا
فأصـحو من جمـال الحـلم قـسرًا
لتغرقني الحـقيقـة في أسـاهـا
أراني لا أميل لرأي عقـلي
ولسـت أعـيره منّـي انتبـاهـا
فأرحـل نـحـو شـطآن الأمانـي
لعــل الــروح تبــلغ مشتهاهـا
وأبذر في صحارى النفس وعــدًا
يبرعم زهــرها ويبـلّ فــاهـا
فـإنْ بخـل السـحاب بفيـض قـطرٍ
فـإنّ الطـلّ أرحـمُ من ظَمـاهـا