غمغمة يراع


لســت منهـــم وإن تدجى البـــلاء
لا أنـــا عــروة ولا عفـــراء
فـــإذا شرّقـــوا فــإنــــيَ غــــربٌ
وإذا صيّفـــوا فإنــــي شتـاء
شجــــــري وارفٌ وأول لحــــــنٍ
فـــي غنائــي حمامة بيضاء
لســت منهــم وإن تخلّف نجمــي
فـــي صعودٍ ونجمهـم وضاء
لســـت منهـــم مقاتـــلاً وقتيــــلاً
هـــذه نكتــــة وهــــذا ادّعاء
لست منهـــم وإن بقيـــت يتيمـــاً
مثـــل كوخـــي وكلهـم امراء
قــد عشقنـــا جمر الكتابــة حتـى
قيـــل إنـــا في عشقنا بلهاء!
هـــل ينير الظــــلامَ عـــود ثقابٍ
ويصـــوغ الرخـامَ هذا الهباء
هـــذه محنـــة الجــداول والبـحر
تراهــــا فتشهـــق الصحراء!
هــــذه محنــــة القوافل تمضـي
ثـــم تمضي وسيرها استجداء
أنـــا ظلّي يعيش فــي الظل لكـن
أنا صوتي يضيق عنه الفضاء
بئركـــم مـــا بهــــا ميـــاهٌ لمـاذا
لا تريحــــون أو تريـح الدلاء؟
وعليكــــم دمُ القوافــــي جميعـاً
وعليكــــم مـــا افسد الشعراء
ولنــا لهفـــة الحقول إلــى الغيم
وفيهــــا قـــد خيّــــم الفقــراء
كلنــــا قادمٌ مـــن الطيـــن لكــنْ
بيـــن طيني وطينكــم أشلاء!
فـــي مـواويلنــا ركــــامٌ قديــــمٌ
كيف ينجو من البلاء البلاء؟
لا سمـــاءٌ تُظلنــــا إن مشينـــا
أو وقفنا فللسماء سماء ؟
لا تغرنْك حمحماتُ القوافي
فالقوافي جميعها عرجاء
أو يد تحمل الورودَ وينأى
حين تدنو من الورود الإخاء
والعروس التي تُزفّ اليكم
كلَّ عيد فإنها شمطاء!
زمن الفل والبنفسج ولّى
فسقى الله عهدنا (يا صفاء)
فاعذرينا اذا نبتنا اخيراً
هذه الأرض صخرة صمّاء
ودعينا على الشواطىء ننسى
بعض اسمائنا فلا اسماء
واتركي بعضنا يضمد بعضاً
فزفير الذي نحب شفاء
قد حملنا فوق الظهور زماناً
لج فيه الحواة والسفهاء
كان في معجم النساء حياءٌ
ثم ولى وشيعته النساء
كان في معجم الرجال اباء
ثم غابوا وغاب ذاك الإباء
(وإذا لم يكن من الموت بدٌ)
فلماذا لا يدفن الأحياء؟