إني السراب أم الحقيقة تقتلُـكْ
أمْ أَنتِ باب الروح فيها أَدخلُـكْ
إني أخيط الوهم حتـى شلّنـي
شوق إليك يهزنـي وسيشغلُـكْ
إني المتاهة أستجيـر بلوعتـي
من ألف همّ صحت أني أجهلُـكْ
هل أنت ذاك الحب يغزو أضلعي
أم أنت ملحٌ في الجروح أفضّلُكْ
قدْ فاض حبي هلْ نسيت بأننـي
المشتاق يدعوني الهوى فأدللكْ
هذي شظايا الحب سُلّت في دمي
فتحولت ورداتَ حـب تثمِلُـكْ
أَمطَرْتُ روحي في هَواكِ لَعلّهَا
مِن مُكرِ هذي الأرض جَاءتْ تَغسِلُكْ
كَمْ قُلتُ أَنتِ الطِفلُ يسكُنُ في دَمي
أَوَ ما عَلمتِ بَأنَّ طفليَ مَنزِلُكْ
أَتَذوبُ بي ، وَتَصدني حيرتني
أَرَّقتني قَدْ عَاثَ فيَّ تَبدّلُكْ
جَازَيتني بالصّدِ قّدْ أتعبتني
جَاوزتِ حدَّ الصبرِ إني أَسأَلُكْ
إمّا تَكوني نخلةً في دَاخِلي
وَعِقَالَ حبٍّ فَوقَ رأسي أَحمِلكْ
أو أَنتِ أَوراقُ الخريفِ تَبَعثَرتْ
أَنّى تَهبُ الريحَ فِيهَا تَنقُلُكْ
فَأنا المحلقُ في مَدَارات الهوى
وأَنَا الذي في صَمتهِ سَيُزَلزِلُكْ
وأنا الذي قَدْ ضمَّ كل بحارها
مَا ضرّني لو جفَّ فيها جَدوَلُكْ
مَازلتِ كَالجمرِ المؤججَ دَاخلي
قَدْ تُوقدينَ النارَ أَم أَتَخيلُكْ
يَا مَنْ زَرَعتُكِ وَردَة في أَضلعي
مازِلتُ أَصرخُ أَنني أَتَحملُكْ

فارس الهيتي

بحر الكامل