شــــات

لَنْ تَسْتَطِيعِي الآنَ أَنْ تَفْعَلِي
شَيْئًا كَمَا فِي أَمْسِكِ الأَوَّلِ
لَنْ تَسْتَطِيعِي الآنَ أَنْ تَكْتُبِي
لِأَنَّ هَذَا مَوْقِفٌ مِفْصَلِي
يَا فِكْرةً في نِصْفِهَا حُلْوَةٌ
وَنِصْفُهَا المَخْفِيُّ كَالحَنْظَلِ
لَمْ تَسْأَلِي عَنْ حَالِنَا مَرَّةً
يَا حُلْوَةَ العَيْنَيْنِ لَمْ تَسْأَلِي
الحَقُّ يَبْدُو قَبْلَ عُنْوَانِهِ
وَالْمُبْهَمُ الْمَكْتُومُ قَدْ يَنْجَلِي
وَالوَجَعُ الجَارِي عَلَيْنَا غَدَا
سِيمَا لِهَذَا الوَاقِع ِ الْمَرْحَلِي
هَذَا زَمَانٌ مُفْلِسٌ أَهْلُهُ
جَدِيدُهُ يَبْدُو كَمُسْتَعْمَلِ
وَحَظُّنَا فِي الْمُنْحَنَى لَمْ يَزَلْ
يَسِيرُ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَلِ
يَا حُلْوَةَ العَيْنَيْنِ مَاذَا جَرَى
حَتَّى تَقُولِي الآنَ لَا شَأْنَ لِي؟!
إِنِّي أَرَى كُلَّ النَّوَامِيسِ قَدْ
صَارَتْ تُؤّدِّي بِي إِلَى مَقْتَلِي
إِنَّ الْمَسَاءَاتِ الَّتِي بَيْنَنَا
قَدْ هَشَّمَتْ لِي وَجْهَ مُسْتَقْبَلِي
فَهَلْ أَرَى الآتِي بِنَظَّارَةٍ
سَوْدَاءَ أَمْ مَاذَا أَرَى ؟! حَلِّلِي
كَمَا تَسَلَّقْتِ عَلَى خَافِقِي
هَيَّا انْزِلي.. لَا بُدَّ أَنْ تَنْزِلِي
هَيَّا انْزِلِي يَا حُلْوَةَ العَيْنِ لَا
لَا تَلْعَنِي حَظِّي وَمُسْتَقْبَلِي
مَا زِلْتِ تَحْتَلِّينَ مِنْ خَافِقِي
صَدْرًا .. فَقُومِي عَاجِلًا وَارْحَلِي
يَا حُلْوَةَ العَيْنَيْنِ عَيْنَاكِ كَمْ
عَاثَتْ بِهَذَا الفَارِغِ الْمُمْتَلِي!
رُوْحِي إِلَى عَيْنَيْكِ ظَمْأى فَهَلْ
آنَ الأَوَانُ الآنَ أَنْ تَهْطُلِي؟
لَمْ يَكْتَمِلْ عِشْقٌ لَدَى عَاشِقٍ
مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ بِمُسْتَعْجِلِ
هَلْ مَوْتُهُ يُرْضِيكِ يَا مَوْتَهُ؟
أَمْ وَصْلُهُ يُؤْذِيكِ؟ إِنْ لَمْ .. صِلِي
مَا حُجَّةُ الْمُرْتَدِّ فِي أَمْرِهِ
إِلَّا مُكَاءَ الجَاحِدِ الْمُبْطِل
قُومِي إِلَى مُضْنَاكِ هَذَا الَّذِي
لَمْ يَسْتَطِعْ صَبْرًا وَلَمْ يَعْقِلِ
وَاسْتَوْطِنِي فِي كُلِّ مَا حَوْلَهُ
وَأَشْعِلِي نِيرَانَهُ وَاصْطَلِي
قُومِي وَهُزِّي كُلَّ أَرْكَانِهِ
قَولِي وَقُولِي وَافْعَلِي وَافْعَلِي
وَلا تَقُولِي: لَيْسَ لِي حِيلَةٌ
فِي أَيِّ أَمْرٍ .. حَوِّلِي بَدِّلِي!
إِنْ لَمْ تَكُونِي كُلَّ أَشْيَائِهِ
فَلْتَخْرُجِي مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْخُلِي

******
صنعاء – 10 يناير 2012م