مقدمة : سؤال يحرقني ويذيب قلبي من الألم : لم هذا العقوق والذي تجاوز الحدود في هذا الزمن ؟!. ربما في الأزمان الغابرة أيضاً !!؛لكنه باعتقادي .......؟؟!!
قصة حقيقية ترجمها قلمي بهذه الطريقة إليكم هي :


كُنت نُطفةً تبحثُ عَنْ مَلَاذٍ لها ؛ كَيّ تَكون أنت بِِِالذّاتْ. تُدل طَرِيقك حتى وأنتْ فِي الظلَمات.
تُحَاول الوصُولَ جَاهِداً , وتُمسك بأطراف المكان وتتغلل إليه بقدرة الله . تمسكت بقوة من أراد الحياة . في الظلمات الثلاث سكنت, وتربعت, وعشت ,وتغذيت , وها أنت ترتحل من مرحلة إلى أخرى . من نطفةٍ لعلقة ,لمضغة ثم أنت الجنين . بك سعدت , فكنت النور والبسمة ,و الفرحة التي قلبت كل الأحزان , ومزجت الألوان . جعلت لحياتي طعم لا أستطيع وصفه ؛ لأنني ببساطة أعجز عن وصفه . ركضت بِلا رجلين ,وسعيت بِلا ساقين ؛ بل روحي كانت تُسابق روحي :كي ألبي لك ما تشتهي وتُحب , أسهر من أجلك من غير تذمر أتطلع إلى وجهك الحبيب؛ فأطبعه داخل وجداني , مع أن أثار تواجدك داخلي لم يمحى بخروجك مني. قويت بك ظهري ؛ فكنت سندي وعضدي .أو كما كنت –أأمل-
تجرعت من أجلك العلقم ؛ لأسقيك إياه عسلاً وشهداً . أرضك الغضة الطرية رويتها بدموعي التي ذرفتها من أجلك في لحظات الفرح والحزن ؛ لكن الزرع الذي نبت كان للأسف أغلبه – شوكاً – ؛فكنت أصطبر على الصبر اصطباراً وأغصب نفسي على أكل الشوك فأتناوله؛ كالمشتاق إليه ؛ فكل ما يأتيني منك يا قرة عيني أراه بعيني مائدة عامرة بالملذات , أقل القليل منك .يرسم البسمة على محياي التَعِبْ , والمجهد بفعل السنين وأثار الزمن الذي رسم على ملامحي خطوطه بدون رحمة أو شفقة .
أردتك أن تكون العكاز التي أتوكأ عليها متى ما احتجت إليك ؛ فإذا بي أرى أنك أصبحت العصا الغليظة التي تجلدني جلداً لا يرحم ضعفي وقِلة حيلتي .
أخذتني على حين غرة , ووضعت في فؤادي الذي أحبك خنجرك الغادر .
لما يا فؤادي قتلت فؤادي ؟!
لم أرقت دمائي التي كانت غذاؤك ؟
كيف طاوعتك يداك على استباحة دمي ؟
لم ترحم صرختي التي احتبست في صدري فزعة ! أمام فعلتك الشنيعة , لم ترفق بعجزي وانحناء ظهري ؛ بل أنهلت عليّ ضرباً . كما المعول عندما يطرق على الصخر في محاولة لتفتيته,وكأن ثأرك مني على جزاء تربيتي لك قد أعمى بصرك وبصيرتك .
لقد أعتصر هذا القلب الذي أوقفت نبضه الدمع قبل العين ,وعلى إثره نمتْ في أرض الصحراء التي نحرتني على أعتابها أشجاراً أغصانها تنزف من قهر, وتبكي من جور؛ فأثمرت ثماراً أمر من العلقم . سوف تتذوقه . ليس بهواك ؛ لكنها إرادة المولى عز وجل .
لك يا بني رحمة أطلبها لك من رب العباد . قبل أن يأتي يوم الحساب فَتُخلدْ في النار . فيشوى هذا الجسد الذي كان أحب إليّ من نفسي .آه آه كيف بالله أحميك منها؟ كيف ؟!
لا أستطيع وأنت بين يدي خالقك وخالقي . كنت أتمنى أن أفديك بروحي !!
لكن قضاء الله نفذ عليّ وعليك فليرحمنا الله .وليغفر الله لك ما جنته يداك.
ولدي ( ازرع تحصد ) وأنت زرعت وتعجلت الحصاد عفا الله عنك .