إلى معشوقتي "تعز "


إلى تَعزٍ تنسابُ حرفي جَدائلُه تبث طيوفاً تسلب الورد ذابله
يغني على أغصانها الصبحَ جوقةٌ من الطير حتى يملأ الليلَ نادلُه
تعفرها كُحلاً من اللحن مورقاً وتمنحها عشقاً صداحاً عنادلُه
تناغي جناح الغيمِ من سِفر شدْوِها وليس سواهُ الشوقُ هاما تطاولُه
عرفت بها "داراً" لمَى العينِ جدْرُها تعانق إرثا لا تميل سنابُله
كأنّ بياناً سطّر الدار بهْوه ومدّتْ لهاةُ الضوءِ نورا تشاغلُه
بسطتُ جفون العينِ في رحْب بهوه وسار سوادُ العينِ طلاً ، أسائله :
أكانَ أبي يوماً يداعبهُ النّدى على صدْرك الحانيْ تميس أنامله
وكانَ يردّ الروح شجواً يَبُثه ويرسل آياً سارحات أيائُله
هناك بها أمّيْ تحطّ يمامةً تندّى سناها الدار حباً تبادلُه
هناك يذوبُ القلبُ أن عاش حقبةً فينسابُ دمعا لاتكلَّ مغازله
وأهلٍ بها عُشباً توَرّق ظلُّهمْ أخفهمُ ! نهرا تشعّ جداولُه
وصحبٍ كماء الجفن يحيون في دميْ أأنساهمُ ؟ والشوق تغليْ مراجلُه
أأنساهمُ ؟ والأرض تشْتاقُ خَطْوهمْ فلاتعذلوا قلباً تَثاقلَ كاهلُه
همُ الروح تسْري في عوالِمِ أضلعي وما ثَم غيرُ الحب فاحتْ توابلُه
بكيت بها إرثاً من النور موثقاً تململَ حتى خدّشته سلاسله
على نحرها عقد لِماضٍ وشامة وفي كعبها مجد تزين خلاخله
إذا زرت يا سرب اليمام أحبتي ترى تعزا ، والضيم تهوي معاوله
ترى تعزا والشيب سافح نهدها يمر حثيثاً تسْتبد غوائله
يسير بها والليل خمّر وجهها يروح ويغدو ينفثّ السمّ داخلهِ
يجوس بها الباغي ليغتال حلمها فخرتْ غزالا أنشبَ النابَ قاتله
فحطيْ على تيكَ الربوع وحاذري تحطين في سفح تَقيحُ دمامله
تعودين يا سرب اليمام كسيرة تَمَنّيْنَ عشّاً مقفراً " عزّ وائله "




ابو تمام هاني الشوافي
18 / 1/1435