قصيدةُ الشِّواء


قامَ الشِّـــواءُ ، فثارَ الدَّخْــنُ واللّهَــــــبُ
وانهَــلّ نَهْـــرٌ مِنَ العينيْـــنِ ينسَـــــكِبُ

وانهَـــدّ مِنْ جَسَـــدِ الشّــوّاءِ ســــــاعدُهُ
ونالَ مِنْ ظهــــرِهِ الإجْهـــادُ والتعَــــبُ

تشــــــــمُّ رائحــةَ المَشــــويِّ مِعدَتُـــــهُ
فيقتــلُ الصَّـبرَ فيهــــا الشــمُّ والسّـــغَبُ

يَمُــدّ كيْ يَتحـــرّى النُّضْـــجَ إصْــــبَعـَهُ
فيلســعُ الإصْـبعَ الممـــدودةَ اللهَــــــــبُ

ولا يَتــوبُ ، فبَعْــــدَ المَصِّ يُرســــــلُها
أخرى ، تجــسُّ ؛ لعلّ النُّضْـــجَ يقتربُ

كأنّــــــهُ مِنْ بـلادِ الجُـــــوعِ مَقدمُــــــهُ
أو أنّـــــهُ لِمــآلِ الجُـــــــــوعِ مُنقلِــــبُ!

ومِنْ قريــبٍ بُطـــونُ الأهـــلِ ترقبُـــــهُ
شَـــهْوى، تُقـرقرُ مِــنْ جُـوعٍ وترتقــبُ

كمْ جَهّــزوا لاحْتِفالِ اليـــومِ مِنْ عُــــدَدٍ
وكمْ تَغَنّـوا بِهِ فـي الليـلِ و انطَرَبــــوا !

باتــوا على زقْزقــاتِ البَطــنِ ليلَتَهُـــــمْ
لمْ يُفطروا بعدُ، حتـى الماءَ ما شَــــربوا

أيشـــبعونَ وعِنـــدَ اللحمِ مَوْعِـدُهُـــمْ ؟!
لا يُهمِـلُ اللحْـــمَ إلاّ هامِــــلٌ لَغِـــــــــبُ

هذا الشِّـــــــواءُ أخيرًا ! جـــاءَ يَحمِلُـــهُ
( شــاوٍ مِشَــلٌّ شَـلولٌ شـلشَـلٌ ) تَعِــــبُ

فَهَــبّ ناعِسُــــهمْ واشـــتدّ ســـــــاعدُهمْ
كأنّهُــمْ جُذِبـــــوا لِلَّحْـــــمِ ، فانجَــذبـــوا

هــــذا إلى دُهنِــهِ قــــدْ راشَ هَبْشَــــــتَهُ
وذاكَ هبْرتَــــهُ الحَمْـــــــراءَ يَنتهِــــــبُ

وذاك للبَصَــــــلِ المَشْــــويِّ شَـــــهوتُهُ
وذا إلــى كُــلّ مَشــــويٍّ يَرى ، يَثِـــــبُ

حتى انتهَــوْا مِنْــه لـم يُبقــوا لــــهُ أثــرًا
كأنّــما عِنـــدَهُ ثــــأرٌ لهُـــــــمْ يَجِـــــــبُ

وران بعدَ الوغى نومٌ فصـــــوتُ شَخيـ
ــرٍ، بات منه سَـــليمُ القلـــب يَرتعِـــــبُ

تراهمُ ، فترى معْنـــــى الجِهـــــادِ بهــمْ
فإنْ قضَـــوْا؛ شُــــهداءَ اللحمِ يُحْتَسَــبوا!