لَيْسَ الرِّثاءُ لأَحْمَدٍ مَحْمودَا
نَبَأٌ أَزالَ عَنِ الْفُؤادِ رُقُودَا وَأَمَدَّ كَوْكَبَةَ الْجِهادِ وَقُودَا
يا راحِلاً لله يُسْرِعُ خَطْوَهُ يا أَحْمَدَ الْياسينِ حَسْبُكَ رِفْعَةً كُنَّا نُؤَمِّلُ أَنْ تَعودَ كَسابِقٍ كُنَّا نُؤَمِّلُ أَنْ تُتابِعَ سِيرَةً وَالْمَرْءُ يَأْمُلُ وَالْقَضاءُ صَحائِفٌ وَرَمَوْكَ بِالصَّاروخِ مِنْ أَحْقادِهِمْ فَتَناثَرَ الْجَسَدُ الطَّهُورُ عَلَى الثَّرى اَلْعَيْنُ تَدْمَعُ وَالْفُؤادُ بِحُزْنِهِ شَيْخَ الْكَتائِبِ شَيْخَ كُلِّ مُجاهِدٍ قَدْ فُزْتَ بِالرِّضْوانِ فَادْخُلْ باسِمًا يا أَيُّها النِّبْراسُ فِي دَرْبِ الْهُدَى وَتُضيءُ أَفْئِدَةً يُعانِقُها الْفِدَا يا مُرْشِدًا تَخِذَ الْمَعالِي مَقْعَدًا زُعَماءُ بَبْغاواتُ أَكْبَرُ هَمِّها تُرْضِي الْغُزاةَ بِقَهْرِ أُمَّةِ أَحْمَدٍ فَحِذاكَ أَطْهَرُ مِنْ جَميعِ رُؤُوسِها فِي جَنْبِ عَرْشِكَ لا تَقومُ عُروشُها وَثَباتُ عَرْشِكَ فِي الزَّمانِ مُخَلَّدٌ يا أَيُّها الْبَطَلُ الَّذي بِرَحيلِهِ كُرْسِيُّكَ الْمَشْطورُ يَبْكي ناحِبًا قَدْ كانَ ما نادى الْمُؤَذِّنُ حاضِرًا يَبْكي أَليفًا لَنْ يَعودَ وَفارِسًا قَدْ كانَ بَيْنَ الأُسْدِ أَوَّلَ زاحِفٍ يا قائِدَ الْغُرِّ الْبَواسِلِ شامِخًا أَنا لَسْتُ أَرْثِي الشَّيْخَ فِي اسْتِشْهادِهِ فَالْحَيٌُّ لا يُرْثى ، فَلَيْسَ بِمَيِّتٍ وَارْثُوا لأَمْواتِ الْحَياةِ فَإِنَّهُمْ
