يا سيّد السيف
يوسف أحمد- فلسطين

-19/8/2008
أتيتُ أزرعُ في دنياكم الغَضَبا
وأشعلُ الحُبَّ في أوصالِكم لهبا
وأوقدُ القدسَ جمرا في مفاصِلِكُم
يا أمّةً أوقدتْ في أمسِها الشُّهبا
نظمتُ من هُدُب العينين أشرعتي
وخضتُ بحرا من الأهوالِ مُلْتَهِبا
وسرتُ في فلواتِ الصمتِ مصطرخا
جرحي يضجّ، وصوتي من فمي وَثَبا
أسائلُ الكونَ عنكم يا بني نسبٍ
يُشرِّف الكونَ أن يلقى به نسبا
وعن ضياءٍ تمشّى في الدنا أملا
فظللَ الخَلْقَ والآفاقَ ثمّ خبا
وعن جوادٍ سعى في اللهِ مُنْصلتا
فزعزعَ الكفرَ والأصنامَ ثمّ كبا
أسائلُ الأرضَ عن آساد " معتصمٍ"
فكم طغى اليوم " توفِلْسٌ" وكم غَصَبا
وكم تدرَّعَ بالإعلامِ جَحْفلُه
حتى بدا الصِّدقُ من شرياننا كَذِبا
يا سيّدَ النجدةِ الكبرى أما وصلتْ
إليكَ آهاتُ شعبٍ ضجّ مُنْتَحِبا
يُكفّن الطفلَ من أضلاعِ والدِه
ويَدفنُ الشيخَ في أجفانِ مَنْ صَحِبا
كم صرخةٍ أطلقتْها حُرّةٌ نزفتْ
في " سربريتشا" وما لاقتْ لها صَخَبا
وكم ببغدادَ من دهياءَ مظلمة ٍ
أرختْ دمانا على آفاقِها سُحُبا
وكم بكابولَ من رعبٍ تميدُ له
أرضً توسّدت الأحزانَ والوَصَبا
يا سيّدَ السيفِ كَمْ من قبّة لبستْ
ثوبَ الهوانِ وكم من مسجدٍ نُكِبا
أما فزعتَ إذ الأوطانُ هاربة
مِن جلدِها ترتدي في دربِها الصُّلُبا
أما سمعتَ، رأيتَ، ارتعتَ فانتفضتْ
عروقُ صبرِكَ إذ سيفُ الهُداةِ نَبَا
يا سيّد السيفِ سائلْ أمّةً نَسيتْ
درسَ الرّجولةِ مِنْ كفّيكَ إذْ نَشَبا
واغلُظْ عليها بتأنيبٍ وأسئلةٍ
تَشُقُّ عنها ثيابَ الذُّلِّ والحُجُبا
قد كنتِ رأس بني الإنسان شامخة
فكيف ترضين بعد العزة الذنبا
وكنتِ سيفا على أعناقِ من سَلَبوا
فكيف تُضحين في أيديهم السَّلَبا
وكنتِ بالنورِ للنيرانِ مطفئةً
فكيف تُمسين في تَنّورِهم حَطَبا
أآدكِ الوهنُ فاستعذبتِ مسكَنَهُ
حتى نعستِ على أكتاف من غَلبا
أمْ غرّكِ الأملُ المكذوبُ يبرقه
إليك مِنْ قصرِه المقصورِ مَنْ كذَبا
يُخاتِلون خيوطَ الشمسِ إن بَزَغَتْ
ويغرسون بها الأنيابَ والقُضُبا
ويُخرسون بكفِّ الظلمِ ألسنةً
تشدو لصبحٍ بدا في الأفقِ مُنْتَصِبا
لا تسأليهم ففي روحِ الإجابة منْ
أنيابِ مكرهمُ ما ينهشُ السَّبَبا
يَئِزُّ في جسدِ الأوطانِ شوكُهُمُ
فكيف تبغينَ من أشواكِهم عنبا
يا سيدّ السيف قد فرّت ملامحنا
منا وولت على أعقابها هربا
فاقرأ على ثُلّةٍ في الوهنِ راسفةٍ
نصَّ السؤالِ الذي ما زالَ مُحْتَجِبا
يا فرعَ أصلٍ لأَصْلٍ كانَ مدرسةً
لم يقرأ الدهرُ إذ هُنْتُم لها كتبا
يا معقِدَ النصرِ في أكبادِ أمّتنا
كنتم أسودا فهلْ أصبحتمُ نُصبا
أجفّ نسْغُ عروقِ الأمسِ في دمِكم
حتى عجزتم عن الدَّيْن الذي وجبا
أما بكِم من خلايا العزّ أنويَة
نستنسخ الفرسَ والأتراكَ والعَرَبا

-------
توفلس: صاحب عمورية الرومي الذي هزمه الخليفة المعتصم إذ استنجدت به المرأة الهاشمية الأسيرة