عيدٌ ودمعٌ عيونُ الفقد ِتُسجِمه ُ
على الخدودِ وكفُّ البينِ ترسِمُهُ
ولوعةٌ تسعُ الأكوانَ ساحَتُها
وحُزنُ قلبٍ تَلظى بي جَهَنَمُهُ
وعَجزُ حالٍ إذا ما الشوقُ يغلبُني
يَسْطُو عليه الأسى والعجز يَهْزِمُهُ
وأقبل العيـد كرهـاً لسـت أطلبـه
فليـس يُبهـج قلبـي قـط مقـدمـه
وذكريـاتٌ ولاتدريـنَ كيـف أنــا
منها كمن سالَ مِن سهمِ الوغى دمُـه
أغورُ في لجةِ الذكرى فيغرقني
بحرٌ من الدمعِ عماصرتُ أعدمُه
ولم أجد وأنا أشكو الأسى _عوضاً_
قلباً يحسُّ بما أشكو ويفهمُه
حتى الدجى بعدما استرضى مرافقتي
ملت حديثي عن المآساة أنجمه
يزداد ليلي ظلاماً فوق ظلمته
من الغموم وحتى الصبح تعتمه
كم أشرئب الى ليـل ٍ سهـرت بـه
وليـس للسهـد إلا الخـل يلـزمـه
إن تأخذ اليوم طرفـي بعـده سِنَـة
ٌفليـس تأخـذ قلـبـي او تعشِّـمـه
وإن ينم جفن عيني والجـوى يَقِـظٌ
مـاذاك إلا خـيـالٌ مــنه يوهـمـه
فحـزن قلبـي غدا بالبعد متقـداً
كجمرة من سعيـر النـار تضرمـه
وسوء حـظي مـن الأيـام يمنـعـه
حلو الوصال ومـر الفقـد يطعمـه
يهزنـي خفـق قلبـي هـز زلزلـةٍ
لو اعتـرى جبـلاً خفقـي سيهدمـه
كم يُنحل الدهر من سعدي ومن فرحي
جسمي وبالهـم والأحـزان يُتخمـه
حملت قلبي على كفي وسـرت بـه
دربـاً يرافـقـه مــن لا يلائـمـه
يبغي الخلاص ولو يأوي الى جـدثٍ
يقيـه مـن نكـد الدنيـا ويسلـمـه
ففي الردى ربمـا منجـاة مكتـرثٍ
ماعـاد شيـئٌ مـن الدنيـا يتيـمـه
والصـبُّ مهمـا يلاقـي كـل نائبـةِ
لاشيـئ كالفقـد للمحبوب يؤلمـه
ولست ِ تدرين ما بي غير ظاهره
ففي َّ ماليس غيري قط يعلمه
ولـي خيـال ٌ إذا أنستـه دامـيـةٌ
ذكراك ِ... عينـاك ِ وحـيٌ فيـه تلهمـه
وأنت ِ لي لغـة المحـزون أنشدهـا
في كل أرضٍ كزهـرٍ عاطـرٍ فمـه
لاتعذليـه فبأس الدهر شتـتـه
وليـس يلقـى يَـدَيْ حـانٍ تلملمـه
لاتعذليـه ومــدي الكف عن أملٍ
نحو الإله لعـل الله يرحمـه