نِصْفُ الحَقِيقَةِ




نِصْفُ الحَقِيقَةِ تَائِهٌ بَيْنَ الغِيَابِ
وَبَيْنَ ذَاتِ المَشْهَدِ.


فَارْفُقْ بِهَذَا القَلْبِ
وارْسُمْ فِي عُيونِ الكَوْنِ
صُورةَ شَوْقِكَ المحفُورِ
في لَوْحِ الغَدِ.

واسْكُبْ ضِيَاءَكَ
مَرَةً
أو مَرَّتَيْنِ
لَدَى المَلاكِ الهَاجِعِ.

نِصْفُ الحَقِيقَةِ غَائِبٌ،
فابْحَثْ
عن النِّصْفِ المُضَيَّعِ
في شِبَاكِ الليلِ،
في ثَوْبِ السكُونِ الخَاشِعِ.

حتمًا سَتَعْرِفُ
ثم تُخْبِرُ ظِلَّكَ المَشْطُورَ
عن سِرِّ الحِكَايةْ.

وَتَبِينُ من خَلفِ السُطُورِ
نهايةُ الأشياءِ آيةْ.

أوَّاهُ من قَلْبٍ يُوارِي ضَعْفَهُ،
بين الحَنِينِ،
وبين أَسْفَارِ الروايةْ.

أوَّاهُ من شَوْقٍ يُوَجِّهُ
مُفْرَدَاتِ البَوْحِ دومًا للبدَايةْ.

أوَّاهُ من وَجَعٍ
يُعَلِّقُ حَرْفَهُ المسْتُورِ رايةْ.

عُدْ يَا رُوَاءَ الشِّعْرِ
عندَ السَّاحَةِ الأولى
ليشْرَبَ
مَاءَكَ الظَّمْآنُ
كَأسًا من مِدَادَ.

ذَكِّرْهُ كيفَ خَياله العُذْري لاقَاهُ الودادْ.

ليَذوبَ نَبْضُ الكفِّ في أَحْلامِهِ،
وَيَتُوهَ لحنُ الحبِّ في أَنْغَامِهِ،
ويَذُوقَ طَعْمَ الأمنياتِ المر في ظَمَأ السُّهَادْ.

عُدْ يَا رُوَاءَ الشِّعْرِ
وانزعْ بَاقَةَ الأشْواكِ من قَدَمِ الحَيَاةِ المقبِلةْ.

واعْزِفْ قَوافِيكَ العَنِيدَةَ،
حينَ يُهمِلُكَ النهارُ المستقيلُ من الليالي الآفلةْ.

أو حين تُدْنِيكَ الخُطُوبُ من الغَريبِ
ليزرعَ الآمالَ في قَلْبِ سَبَتْهُ الأسئلةْ.

عُدْ يَا رُوَاءَ الشِّعْرِ واذرفْ دَمْعَةً
عُدْ بالحقيقةِ كَامِلَةْ!!


أميرة عمارة
20\11\2009