السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قصيدتي المتواضعة التي أضعها بين أيديكم كتبتُها لأجل أن تكون أختا لقصيدة أخي الدكتور سمير العمري (شاهقة الأسوار) بعد أن كنا قد اتفقنا على موضوع القصيدة وبحرها وقافيتها.
ولعل قصيدتي هذه تقف على استحياء بجانب قصيدة أخي الكبير...ولكني أنشرها لأني وعدته بذلك ، وقد قيل:

إذا قلت في شيء "نعم" فأتمه فإن (نعم) دين على الحر واجب

==================================================
شيِّدْ جداركَ فولاذا من الهَوَجِ
وافرِضْ حِصَارَكَ سلطانًا على المُهَجِ
واخْفِضْ جناحك للطَّاغين في ضَعَةٍ
واضْرِب بجيشكَ أحبابًا بِلا حَرَجِ
وَدُسْ على هَامَةِ الأخلاق مُنْتَشِيًا
واقْرَأْ علينا أباطيلاً مِنَ الْحُجَجِ
لا المالُ مالكَ حتى شِدْتَ في بَذَخٍ
فولاذَ خِزْيٍ على الأجْداثِ في بَلَجِ
ولا الكِنَانة أحْنَتْ رأسَها خَوَرًا
فَرُحْتَ تَحْشُدُ أرْتالاً من الهَمَجِ
وَتَدَّعِي السِّلْمَ نَهْجًا وَالدِّمَاءُ سَقَتْ
بُنُودَ غَدْرٍ وَوَعْدٍ كَاذِبٍ سَمِجِ
وَكَمْ تُضَيِّعُ مِنْ حَقٍّ تخاتلنا
بِإِنَّ إِنِّي أَنَا تَخْتَالُ كَالْهَزِجِ
وَكَمْ نَقَضْتَ يَمِينًا كُنْتَ تَغْزِلُهَا
حَتَّى اسْتَويْتَ عَلَى الكُرْسِيِّ فَي الدَّلَجِ
فَرْعٌ تَفَرَّعَ مِنْ فِرْعَوْنَ مِنْ خَبَثٍ
تَبًّا لِفَرْعٍ بِحُبِّ الأَصْلِ مُمْتَزِجِ!
يَا كَالِحَ الْوَجْهِ مَا أَخْفَيْتَ مِنْ دَخَنٍ
يُبْدِيهِ مَنْ هَتَكَ الظَّلْمَاءَ بِالْفَلجِ
ما أنتَ أولُّ مَنْ يَشْري كرامَتَنَا
في سوق مُغْتَصِبٍ بالكَأْسِ والدَّعَجِ
فاشْرَبْ مَعَ الجبناءِ الرِّجْسَ نَخْبَ غوى
واثْمَلْ بِغَيِّكَ عِنْدَ الفاتِنِ الغَنِجِ
واهْنَأْ بِعَرْشِكَ ، مهما عِشْتَ في رَغَدٍ
غدًا سَتُسْجى بِجَوْفِ الأرضِ بالرَّهَجِ
يا أرْضَ غَزَّةَ صَبْرًا فالوغى دُوَلٌ
واللهُ يُنْعِمُ بعْدَ الضِّيقِ بالْفَرَجِ
آسادُ عِزِّكِ في الْمَيْدَانِ ثَائِرَةٌ
لا تَقْبَلُ الضَّيْمَ أو تنقادُ كالبَذَجِ
قومٌ إذا غضبوا إنْ مَسَّهُمْ شَطَطٌ
كالليث إنْ يَرِدِ الأخطار لم يُعُجِ
لا قَوْمَ أَزْهَدُ حِينَ الغُنْمِ في طَلَبٍ
ولا بأطمَع حين الفَتْكِ بالْوَدَجِ
يا أمة رَكَنَتْ للهُون صاغرة
يكفي البكاء على ما ضاع مِنْ حِجَجِ
من كان في دَرَنِ الأهواء مُنْبَطِحًا
فكيف ينهض وقت الجِدِّ ذو عَرَجِ
عُودِي لِدِينِ الهدى نسمو على أُمَمٍ
وَيَعْبَقُ الكونُ هَدْيًا طَيِّبَ الأرَجِ
لَنْ يُشْرِقَ الفجرُ نصرًا مِنْ إرادتنا
إلا بنور كتابٍ غيْرِ ذي عِوَجِ