زفْرةُ مهموم !

بقلم / ربيع السملالي

تجري دمُوعُ العين وفي الحشا زفرات حزن تلتطمُ ، ويكتمُ المرءُ وجداً في جوانحه ، وكيف يُكتمُ ما ليس ينكتِمُ ؟ فهل للواجد المكروبِ من زفراته سكونُ عزاءٍ أو تأوّه ألم ..؟!
سرَت الهمومُ فبتنَ غيرَ نيامِ ...وأخو الهموم يرومُ كلّ مرامِ
ذُمّ المنازل بعد منزلة اللّوى ...والعيشَ بعد أولئك الأقوام

دمائي تُراقُ في سُوريا ....في المغرب تُداسُ كرامتي ويستنسرُ البُِغاثُ .. أرضي تُغتصبُ في فلسطين والعراقِ ..أموالي تُسلبُ في الخليج ، صغاري في الصّومال نهشهم الجوعُ ..وفي بورما ظُنّ شرّاً ولا تسأل عن الخبرِ ..نسائي وبناتي وأخواتي عرايا في الطّرقات يتنفّسن الضّياعَ التّشردَ والتّيهَ ..
طواغيتُ العرب والعجم ألقوا بشريعتي في غيابات الجُبّ ..

مَتَى تَصْلُحُ الدُّنْيَا ويصْلُحُ أهْلُهَا ... وقَاضِي قُضَاةِ المُسْلِمينَ يَلُوطُ

جاوزَ السّيلُ الزّبى ، والحزامُ الطّبيين ، والسّكينُ العظمَ ، وطمِعَ فينا من لا يدفعُ عن نفسه..
صرفنا جُلّ أوقات زماننا في نهمةِ الدّنيا وطلبِ المعاشِ ، وتنميقِ الرِّياشِ .. فوالله الذي لا إلهَ غيره لأن يُقدّم أحدنا فتضربَ عنقُه في غير حدّ خير له من أن يخوضَ غمرات الدّنيا ...والصّيفَ أضعنا اللّبنَ ..وها هي أمتنا المسكينة المكلومة تجلس من الأمم مَزْجَرَ الكَلبِ ..لا قيمة لها ولا عنوان .. والله المستعان
هذا الزمانُ الذي كنّا نحذّره ...فيما يحدّث كعبٌ وابنُ مسعودِ
إن دام ذا الدّهرُ لم نحزن على أحد ...يموتُ منّا ولم نفرح بمولودِ

اللهمّ إنّا نشكو إليك ضعف قوّتنا وقلّة حيلتنا وهواننا على النّاس ...

اللهّم لُطفَكَ