لا تَعْتَذِرْ, عَنْ أَيِّ جُرْمٍ تَعْتَذِرْ غُمِسَتْ يَدَاكَ وَخَابَ مَسْعَاكَ القَذِرْ
لَعَنَ الوَسَاطَةَ كُلُّ حُرٍّ مُؤْمِنٍ تُفْضِي إِلَى وَأْدِ الكَرَامَةِ فِي البَشَرْ
مَا فِي صِرَاعِ الحَقِّ أَيُّ وَسَاطَةٍ الخَيْرُ خَيْرٌ غَالِبٌ وَالشَّرُّ شَرْ
عَيْنَاكَ أَبْصَرَتَا كَغَيْرِكِ إِنَّمَا بَصُرُوا وَأَنَتْ كَذَبَتْ مَا شَهِدَ البَصَرْ
نَصَرُوا عَلَى البَغْيِ الذِي أَبْقَيْتُمُ شَعْبًا وَلَوْلا أَنْ خَذَلْتُمْ لَانْتَصَرْ
لا يَسْلَمُ الشَّعْبُ الكَرِيمُ مِنَ الأَذَى حَتَى تُبَتَّ يَدُ الخِيَانَةِ وَالغُدَرْ
الشَّامُ لَوْ أَبْصَرْتَهَا لَرَأَيتَهَا تَأْبَى الخُنُوعَ وَمَا بَذَلْتُمْ تَحْتَقِرْ
كُنْ لِلنِّظَامِ كَمَا يَشَاءُ فَإِنَّهُ فِي الهُونِ طَاحَ وَسَاءَ مَنْ يَصْلَى سَقَرْ!
مَدَدُ لَهُ أُمْهِلْتَ فِي تَمْهِيدِهِ كُنْتَ المُقَاوِلَ وَالخَرِيطَةَ وَالمَمَرْ
يَا أَيُّا المَبْعُوثُ بَعْثُكَ نِقْمَةٌ مَا هَكَذَا المَبْعُوثُ عَلَّمَ فَاعْتَبِرْ!
كَمْ دَوْلَةٍ تَعْدُو إِلَيْهَا مُوْفَدًا فَيزيدُ فِيهَا السُّوءُ حَتَّى لا مَفَرْ
أَوَهَكَذَا الإِسْلامُ يُقْضَى حَقُّهُ أَمْ أَنَّهُ الإِسْلامُ كَانَ وَلا أَثَرْ!
أَمْ هَكَذَا تَقْضِي العُرُوبَةُ حَقَّهَا إِنْ كَانَ فِي مَعْنَى العُرُوبَةِ مُعْتَبَرْ
يَا أُمَّةً عَظُمَتْ مَبَادِئُهَا وَلَمْ تَبْدَأْ بِمُوجَبِهَا وَقَدْ سَاءَ الخَبَرْ
كَانَتْ بِبَذْلِ رِجَالِهَا تَاجَ الذُّرَا وَالآنَ مِنْ فَقْدِ الرُّجُولَةِ فِي الحُفَرْ
لَمْ يَبْقَ إِلا ثُلَّةٌ مَحْرُوبَةٌ تَسْعَى وَيَسْعَى ضِدُّهَا يَمْحُو الأثَرْ
يَا أُمَّةً أَعْدَاؤُهَا مِنْهَا وَفِي هَا الدَّاءُ مُسْتَشْرٍ فَظِيعٌ مُنْتَشِرْ
كَيْفَ الخَلاصُ؟ وَأَنْتَ جِسْمٌ فِيَكْ كَمْ عُضْوٍ أَضَرَّ وَمِثْلِهِ كَمْ قَدْ بُتِرْ!
الخَائِنُونَ إِذَا الخِيَانَةُ أَحْجَمَتْ عَمَّا يَضِيرُكِ أَقْدَمُوا لَكِ بِالأَضَرْ
أَذْنَابُ عِلْمَانِيَّةٍ أَهْوَاؤُهُمْ حَيْثُ العِدَى لَبَّوْا نَهَاهُمْ أَوْ أَمَرْ!
عَلَفُوا هُنَالِكَ ثَمَّ لَمَّا سُمِّنُوا صَارُوا ظُهُورًا لِلْعَدُوِّ وَكَمْ عَبَر!ْ
وَأَشَدُّ مِنْهُمْ لِلْعِبَادِ خِيَانَةً مَنْ أَسْلَمُوا نُظُمَ الجَهَالَةِ وَالكُفُرْ
وَإِذَا رَأَيْتَ البَاطِنِيَّةَ مُكِّنُوا فَانْظُرْ إِلَى النَّكَسَاتِ تَتْرَى وَانْتَظِرْ
يَقْتَاتُ مِنْ دَمِنَا وَمِنْ أَعْمَارِنَا أَعْدَاءُ مِلَّتِنَا وَأَنْجَاسُ البَشَرْ
تَطْغَى بِسَطْوَتِهَا وَسِيفِ ضَلالِهَا وَتَعِيثُ فِينَا جَهْدَهَا لا تَدَّخِرْ
وَقَلُوبُهُمْ شَتَّى سِوَى فِي حَرْبِنَا يَرْمُونَ عَنْ قُوسِ العَدَاوَةِ وَالوَتَرْ
وَنَهِيمُ نَحْنُ بِرَغْمِ وِحْدَةِ مِلَّةٍ فِرَقًا تَنَاحَرُ أَوْ مَذَاهِبَ تَنْتَحِرْ
مَا لِلْأُخُوَّةِ حِينَمَا يُدْعَى بِهَا إِلا حُرُوفًا إِنْ تُقَالُ وَ تُسْتَطَرْ
يَا غُرْبَةَ الإِسْلامِ فِي زَمَنِ الوَنَى وَالمُسْلِمُونَ طَوَائِفٌ فِي مُنْحَدَرْ
يَشْكُو اتَّرَاكَهُمُ شَعَائِرَهُ كَمَا تَشْكُو انْصِرَافَهُمُ المَسَاجِدُ وَالسُّوَرْ
حَتَّى إِذَا وَجَبَ الجِهَادُ تَقَاعَسُوا إِلا قَلِيلٌ لا يُوَلُّونَ الدُّبُرْ
إِقْبَالُهُمْ صِدْقًا عَلَى مَوْلاهُمُ يَسْتَبْشِرُونَ بِكُلِّ مَا سَاقَ القَدَرْ
مَا نَصْرُهُمْ إِلا الشَّهَادَةُ تُبْتَغَى أَوْ أَنْ يَكُونَ لِأَهْلِهَا وَلَهَا الظَّفَرْ
رُبُّوا عَلَى القُرْآنِ يُحْكِمُ شَأْنَهُم وَالسُّنَّةِ الغَرَّاءِ هَدْيًا وَالسِّيَرْ
وَتَمَثَّلُوا الصُّلَحَاءَ وَامْتَثَلُوا تُقًى عَمَرُوا بِهِ الدُّنْيَا فَمَا أَزْكَى العُمُرْ!
فَمَتَى قَضَوْا نَحْبًا مَضَوا لِمَفَازِهِمْ فِي مَقْعَدٍ عِنْدَ المَلِيكِ المُقْتَدِرْ
تِلْكَ المَفَاخِرُ لَيسَ ثَمَّةَ بَعْدَهَا فَخْرٌ وَلا مَسْعًى يَجِلُّ لِمُفْتَخِرْ
الحَقُّ مَهْمَا الظُّلْمُ طَوَّفَ غَالِبٌ والبَاطِلُ المَزْعُومُ حَقًّا مُنْدَحِرْ
وَالمُتَّقُونَ بِرَحْمَةٍ فِي جَنَّةٍ وَالفَاسِقُونَ بِلا مَتَابٍ فِي سُعُرْ
وَالنَّاسُ شَتَّى مُبْتَلُونَ وَقَلَّ مَنْ سَمِعَ المَوَاعِظَ بَيِّنَاتٍ فَازْدَجَرْ
هَذَا قَضَاءُ اللهِ فِيهِمْ حِكْمَةٌ لا رَيْبَ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِي النُّذُرْ