صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 30

الموضوع: تشـهَّدْ !

  1. #1
    من مواضيعي

      افتراضي تشـهَّدْ !

      تَشَـــــــــهَّدْ !

      .
      أُفَكِّرُ فيكَ ، نهاري وليلي
      .
      وأعرفُ أنَّكَ لا بُدَّ آتٍ ،
      وأنَّ لقاءَكَ ليسَ بسَهْلِ
      .
      فليتكَ تأتي على ألفِ مهلِ !
      .
      وليتك تخبرني ، قبل ذلك ، كي أستعدَّ ،
      وأنهِي المُعَلَّقَ ممَّا عليَّ
      وألقِي ، على الراسياتِ ، بحِملي !
      .
      وقلْ لي متى ؟ وعلى أيِّ شكلِ ؟!
      .
      وهل أستحقُّ أنا كلَّ ذاك العناء الذي ،
      رُبَّما تتكبَّدُهُ في سبيل العثورِ عليَّ ،
      أتأتي إليَّ ؟!
      وتتركُ هذي البلايينَ حولي ؟!
      .
      أنا ، رغم قوة قلبي ، إذاْ ذُكِرَ اسمُكَ ، أرتجُّ كُلِّي !
      فكيف سأصمدُ حين أراك أمامي ؟ ،
      وبعضُ الشعورِ الذي يعتريني ،
      غداةَ أُفكِّرُ فيكَ ، كفيلٌ بسحق عظامي
      وقتلي !
      .
      لماذا تفكر فيَّ ؟ وتُتْعِبُ نفسَكَ ؟ ،
      لستُ مُهِمَّا ، كما قد تظنُّ ،
      وسيَّانَ إنْ ماتَ أو عاشَ مثلي !
      وقلْ لي لماذا أنا ؟! أوْ ...... !
      رويدكَ ! لا !
      لا تقلْ لي ! ودعْني أُمَتِّعُ نفسي قليلاً ،
      بنعمةِ جهلي !
      .
      .
      (( أقوم ،
      وأقعدُ ،
      أشربُ ماءً ،
      وأشعرُ أنَّ دمائيَ تغلي !
      ويسبحُ في الاحتمالاتِ ، في بحرها اللانهائيِّ ،
      عقلي ! )) :
      .
      لعلك ، من بعد عمرٍ طويلٍ ،
      تصيرُ رحيماً ،
      فتأتي إليَّ كأفضلِ حلِّ !
      .
      لعلك ، عمَّا قريبٍ ، تفاجئني ،
      وبأسرعَ مِمَّا توقَّعتُ تقطعُ ظِلِّي !
      .
      وتنسى بأنَّ لديَّ الكثيرَ لأفعلَهُ ، قبل يوم مماتي
      وتنسى بأنِّي أحبُّ حياتي
      ولي أمنياتي
      ولي ثمرٌ آيلٌ للنضوجِ ، ولمَّا أذقْ طعمَهُ بعدُ ،
      لي شجراتي
      وزرعي ، ونخلي
      .
      .
      لعلك تأتي ربيعاً ..
      فتُمْسِكُ بي ، وأنا أتأملُ لونَ الفراشاتِ ،
      أستنشق العطرَ ، ذاتَ صباحٍ جميلٍ ،
      فتقبِضُُ ما جئتَ من أجلهِ ،
      ثم تتركني ، نائماً ، بين وردٍ وفلِّ !
      .
      لعلك تأتي على حَدِّ منعطفٍ ضيِّقٍ ،
      في الطريقِ السريعِ المؤدي إلى بيت أهلي !
      .
      لعلك تلحق بي ، دون عِلْمي ،
      إذا ما أردتُ الركوبَ ، صباحاً ، لألحقَ شُغلي
      وقبل صعودي ، تمدُّ يديكَ ،
      وتسحبُ ، من داخل الباص ، رجلي !
      .
      لعلك تأتي ، وفي نيِّتي أن أقومَ ،
      لكي أتوضَّأَ ، ثم أصلِّي
      وأسألَ ربِّيَ أن يتجاوزَ عن سيئاتي
      فتحرمُني ، حينها ، من صلاتي
      ومن نَيْل سُؤْلي
      .
      لعلك تأتي خلال نزيفي لهذي القصيدةِ ،
      تُسكتُني ، فجأة ، وتُولِّي !
      .
      .
      أفكِّرُ فيكَ ، نهاري وليلي
      .
      وأعرفُ أنِّي سأخسرُ أيَّةَ حربٍ معكْ !
      وأعرفُ أنَّكَ صعبُ المِراسِ ،
      ومهما رَجَوْتُكَ ألاَّ تجيءَ ،
      فهيهاتَ ، هيهاتَ أن أُقنِعَكْ !
      فَكُنْ بي رؤوفاً ، إذا ما أتيتَ ،
      وقلْ لي " تشهَّدْ ، ولن أوجعَكْ " !
      ويا حبذا لو تخيَّلْتَ نفسكَ ، أيضاً ،
      مَحَلِّي !
      .
      .
      أفكِّرُ فيكَ ، نهاري وليلي
      وفيمَنْ تمكَّنتَ بالأمس منهم ،
      وذاقوا مرارةَ طعمِكَ قبلي
      وغابوا ، وما عاد منهم أحدْ
      وسِرُّكَ ظلَّ ، وسوف يظلُّ ،
      يُحَيِّرُ مَن بَعْدهم ، للأبدْ
      كلغزٍ كبيرٍ بلا أيِّ حلِّ !
      .
      .
      ألا ليتني كنتُ ، يا موتُ ، نَسْيَاً ،
      وليتَ الذي كان لي ، لم يكنْ لي !

    • #2
      من مواضيعي

        افتراضي

        أطال الله عمرك أيها الشاعر الكبير
        ومن عليك بطول عمر وحسن عمل ورزقنا الله جميعا حسن الخاتمة

        تناول محكم وبديع كعادتك

        وباب لا يطرقه إلا القليل من الشعراء ؛ الموت ، ذلك الذي:
        يعبـئ نظـرتَـه جبـروتـا
        يطلُّ بهـا ويطيـلُ السكوتـا
        فتصطخب الدارُ خوفـاً وأمنـاً
        قنوطاً يجـاور فيهـا القنوتـا
        وحيـن يهـمُّ بـأيِّ كــلامٍ
        ترى الكلَّ خوفَ الهلاكِ صموتا
        وإذ مـا تخيَّـر منَّـا رفيقـاً
        فما من سبيلٍ سوى أنْ يموتـا



        للتثبيت
        نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
        بعضي هنا وهنا

      • #3
        من مواضيعي

          افتراضي

          الله الله ... أيها الخميس الشعري المتدفق
          وجدانية .. مشاعرية .. تصور الصراع المستمر بين الموت والحياة ..
          أجل .. نحب الحياة .. ونكره الموت ..
          تحدثت عنا .. وأجليت مكنونات النفوس .. في صور متلاحقة رائعة .. رائقة .. شائقة
          عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي" رواه البخاري ومسلم
          تقبل خالص الود والحب والتقدير
          ودمت بخير وعافية

        • #4
          شاعر
          تاريخ التسجيل : Sep 2008
          العمر : 41
          المشاركات : 284
          المواضيع : 12
          الردود : 284
          المعدل اليومي : 0.05
          من مواضيعي

            افتراضي

            لله درّك أبا يزن

            أسأل الله أن يطيل عمرك أيها الحبيب الغالي

            يا صاحب اللّمسات الشّعرية السّحرية

            لتخرج علينا في مساءاتك العذبة بهكذا درر

            من أعماق بحور الوجدان والمشاعر

            بلُـــغةٍ يفهمها كُـــلّ إنســــانٍ

            ولا يقدرُ عليها غيرك

            خالص محبّــتي وتقديري

          • #5
            الصورة الرمزية حازم محمد البحيصي
            شاعر
            تاريخ التسجيل : Mar 2007
            الدولة : فلسطين / قطاع غزة
            المشاركات : 4,691
            المواضيع : 119
            الردود : 4691
            المعدل اليومي : 0.69
            من مواضيعي

              افتراضي

              أطال الله عمرك أيها الشاعر الكبير
              وأحسن عملك
              هو يا صديقى كأس كلنا شاربه
              اللهم أحسن خواتمنا
              قصيدة قوية
              تحيتى لك

            • #6
              الصورة الرمزية د. سمير العمري
              المؤسس
              مدير عام الملتقى
              رئيس رابطة الواحة الثقافية

              تاريخ التسجيل : Nov 2002
              الدولة : هنا بينكم
              العمر : 61
              المشاركات : 39,243
              المواضيع : 1127
              الردود : 39243
              المعدل اليومي : 4.68
              من مواضيعي

                افتراضي

                أطال الله عمرك أخي الحبيب أيها الشاعر الأريب خميس.

                نص يحفظ لك أسلوبك الشعري المتفرد بالسهل الممتنع.

                لا فض فوك!



                تحياتي
                نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

              • #7
                الصورة الرمزية درهم جباري
                شاعر
                تاريخ التسجيل : Oct 2005
                الدولة : الولايات المتحدة
                العمر : 66
                المشاركات : 2,343
                المواضيع : 95
                الردود : 2343
                المعدل اليومي : 0.32
                من مواضيعي

                  افتراضي

                  الله الله ما أرقاك وما أروعك !!

                  الحبيب والشاعر الفذ / خميس لطفي ..

                  حفظك الله من كل سوء وأطال عمرك حتى تدفنا لعلنا إن سبقناك نحظى برائعة من روائعك !!

                  تناولك للموت تناول مدهش جعلني أحب الموت من جمال وصفك له

                  لله درك من شاعر فحل نقف له إجلالا واحترما

                  لك الحب حتى ترضى .
                  ملايين شعبي على موعدٍ
                  مع الفجر ، يا أرضنا فاسعدي !!

                • #8
                  الصورة الرمزية يحيى سليمان
                  شاعر
                  تاريخ التسجيل : Oct 2008
                  الدولة : آن للمتعبِ أن يستريح
                  المشاركات : 1,881
                  المواضيع : 223
                  الردود : 1881
                  المعدل اليومي : 0.30
                  من مواضيعي

                    افتراضي

                    رائعة والله
                    رائعة
                    أحب حرفك جدا
                    دمت لنا
                    ياصاحبيَّ هباءٌ صارَ من خدَعِي ولمْ أكنْ منصتًا والريحُ تصطفقُ

                  • #9
                    الصورة الرمزية وائل محمد القويسنى
                    شاعر
                    تاريخ التسجيل : Jan 2007
                    الدولة : المنصورة
                    المشاركات : 2,012
                    المواضيع : 33
                    الردود : 2012
                    المعدل اليومي : 0.29
                    من مواضيعي

                      Smile

                      الشاعر الكبير خميس لطفى
                      صاحب مدرسة الفكرة واللفظ السهل والشعر الممتنع
                      إبداعك يأتى دائما بكل جديد يثير العقل ويمتلك الفؤاد
                      تطرق أبواب الفكرة الجديدة بكل ثقة وتتحكم فيها بصور سهلة بديعة
                      وما أغبطك عليه حقا هو اختيار اللفظ المتداول فى قالب شعرى فريد

                      إبداع حتى الثمالة
                      تقديرى
                      وائل القويسنى

                    • #10
                      الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه
                      شاعرة
                      تاريخ التسجيل : May 2004
                      الدولة : سلطنة عمان
                      المشاركات : 2,430
                      المواضيع : 109
                      الردود : 2430
                      المعدل اليومي : 0.31
                      من مواضيعي

                        افتراضي

                        اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خميس لطفي مشاهدة المشاركة
                        تَشَـــــــــهَّدْ !شعر: خميس لطفي
                        أُفَكِّرُ فيكَ ، نهاري وليلي
                        وأعرفُ أنَّكَ لا بُدَّ آتٍ ،
                        وأنَّ لقاءَكَ ليسَ بسَهْلِ
                        فليتكَ تأتي على ألفِ مهلِ !
                        وليتك تخبرني ، قبل ذلك ، كي أستعدَّ ،
                        وأحزمَ أمري ، وأنهِي المُعَلَّقَ ممَّا عليَّ
                        وألقِي ، على الراسياتِ ، بحِملي !
                        وقلْ لي متى ؟ وعلى أيِّ شكلِ ؟!
                        وهل أستحقُّ أنا كلَّ ذاك العناء الذي ،
                        رُبَّما تتكبَّدُهُ في سبيل العثورِ عليَّ ،
                        أتأتي إليَّ ؟!
                        وتتركُ هذي البلايينَ حولي ؟!
                        أنا ، رغم قوة قلبي ، إذاْ ذُكِرَ اسمُكَ ، أرتجُّ كُلِّي !
                        فكيف سأصمدُ حين أراك أمامي ؟ ،
                        وبعضُ الشعورِ الذي يعتريني ،
                        غداةَ أُفكِّرُ فيكَ ، كفيلٌ بسحق عظامي
                        وقتلي !
                        لماذا تجيءُ ؟ وتُتْعِبُ نفسَكَ ؟ ،
                        لستُ مُهِمَّا ، كما قد تظنُّ ،
                        وسيَّانَ إنْ ماتَ أو عاشَ مثلي !
                        وقلْ لي لماذا أنا ؟! أوْ ...... !
                        رويدكَ ! لا !
                        لا تقلْ لي ! ودعْني أُمَتِّعُ نفسي قليلاً ،
                        بنعمةِ جهلي !
                        (( أدوخُ ،
                        أقومُ ،
                        وأشربُ ماءً ،
                        وأشعرُ أنَّ دمائيَ تغلي !
                        ويسبحُ في الاحتمالاتِ ، في بحرها اللانهائيِّ ،
                        عقلي ! )) :
                        لعلك ، من بعد عمرٍ طويلٍ ،
                        تصيرُ رحيماً ،
                        فتأتي إليَّ كأفضلِ حلِّ !
                        لعلك ، عمَّا قريبٍ ، تفاجئني ،
                        وبأسرعَ مِمَّا توقَّعتُ تقطعُ ظِلِّي !
                        وتنسى بأنَّ لديَّ الكثيرَ لأفعلَهُ ، قبل يوم مماتي
                        وتنسى بأنِّي أحبُّ حياتي
                        ولي أمنياتي
                        ولي ثمرٌ آيلٌ للنضوجِ ، ولمَّا أذقْ طعمَهُ بعدُ ،
                        لي شجراتي
                        وزرعي ، ونخلي
                        لعلك تأتي ربيعاً ..
                        فتُمْسِكُ بي ، وأنا أتأملُ لونَ الفراشاتِ ،
                        أستنشق العطرَ ، ذاتَ صباحٍ جميلٍ ،
                        فتقبِضُُ ما جئتَ من أجلهِ ،
                        ثم تتركني ، نائماً ، بين وردٍ وفلِّ !
                        لعلك تأتي على حَدِّ منعطفٍ ضيِّقٍ ،
                        في الطريقِ السريعِ المؤدي إلى بيت أهلي !
                        لعلك تلحق بي ، دون عِلْمي ،
                        إذا ما أردتُ الركوبَ ، صباحاً ، لألحقَ شُغلي
                        وقبل صعودي ، تمدُّ يديكَ ،
                        وتسحبُ ، من داخل الباص ، رجلي !
                        لعلك تأتي ، وفي نيِّتي أن أقومَ ،
                        لكي أتوضَّأَ ، ثم أصلِّي
                        وأسألَ ربِّيَ أن يتجاوزَ عن سيئاتي
                        فتحرمُني ، حينها ، من صلاتي
                        ومن نَيْل سُؤْلي
                        لعلك تأتي خلال نزيفي لهذي القصيدةِ ،
                        تُسكتُني ، فجأة ، وتُولِّي !
                        أفكِّرُ فيكَ ، نهاري وليلي
                        وأعرفُ أنِّي سأخسرُ أيَّةَ حربٍ معكْ !
                        وأعرفُ أنَّكَ صعبُ المِراسِ ،
                        ومهما رَجَوْتُكَ ألاَّ تجيءَ ،
                        فهيهاتَ ، هيهاتَ أن أُقنِعَكْ !
                        فَكُنْ بي رؤوفاً ، إذا ما أتيتَ ،
                        وقلْ لي " تشهَّدْ ، ولن أوجعَكْ " !
                        ويا حبذا لو تخيَّلْتَ نفسكَ ، أيضاً ،
                        مَحَلِّي !
                        أفكِّرُ فيكَ ، نهاري وليلي
                        وفيمَنْ تمكَّنتَ بالأمس منهم ،
                        وذاقوا مرارةَ طعمِكَ قبلي
                        وغابوا ، وما عاد منهم أحدْ
                        وسِرُّكَ ظلَّ ، وسوف يظلُّ ،
                        يُحَيِّرُ مَن بَعْدهم ، للأبدْ
                        كلغزٍ كبيرٍ بلا أيِّ حلِّ !
                        فيا ياليتني كنتُ ، يا موتُ ، نَسْيَاً ،
                        وليتَ الذي كان لي ، لم يكنْ لي !
                        الإنسان الراقي والشاعر المرهف خميس لطفي

                        ماتكتبه من شعر دائماً يأتي كأجمل وأدق وأصدق مايكون

                        أعجبني ماقرأت ورغم أنه حديث الموت إلا أنه بعث في نفسي شعوراً بتجدد الأنفاس التواقه لرحمة الله

                        أسأل الله لنا جميعاً حسن الخاتمة وأن يجعل الموت خير غائب نترقب


                        احترامي لك
                        سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

                      صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة