النص معدلا بناء على رغبة الشاعر

طُهرُ الفِداء



كُنهٌ يَتوقُ إلى لِقاءِ غَريبهِ
يَستنطِقُ الأضدادَ في تَصويبهِ
تَعلوهُ أمزِجَةٌ هَوتْ أقدارَهُ
وَرَجاحَةٌ مُزِجَتْ بِخَتلِ وثوبِهِ
مُتَمرِّسٌ بِالشَّك لا وَطنٌ لَهُ
إلاَّهُ .. إلا الرَملَ في عُرقُوبِهِ
وَخَريطَةٌ رَسَمَ البُغاةُ حُطامَها
بِرَصاصةٍ خَطَّت عِظامَ شُعوبِهِ
كُلٌ نَزاهَتُهُ الخَلاصَ وَلوثَةٌ
وَشَتْ البَعيدَ وأخلَصَتْ لِقَريبِهِ
لا غروَ أنْ طَفَحَ الشَقاءُ فَمُبتلىً
أعمى وَمُنقِذُهُ شَتاتُ دَبيبِهِ
يَمَنٌ رَثاهُ اليُمنُ أودى فَرحَهُ
تُعسٌ يَفِلُّ شمالَهُ بِجَنوبِهِ
لا صَاحِبٌ إلا المُسَدَّدَ حَتفهُ
يُرمى فَيَصهَرُ عُمرَهُ بِلَهيبِهِ
ثِقَةٌ فَصونُ العَهدِ في بارودِهِ
ووفاؤهُ شَغِفٌ بِزنِدِ رَقيبِهِ
والمُرجِفُ المَأفونُ يَرتَعُ في حِمى
شَهمٍ ويَطمَعُ لاقتلاعِ خَصيبِهِ
زّجَّ انتصارَ الحَقِّ في إنتانِهِ
هيهاتَ صُنعُ الشَهدِ مِن يَعسوبِهِ
وَدمُ الشهيدِ مُبَرَّأٌ من إفكِهِ
كالقِسِ يَزعُمُ فَوزَه بِصَليبِهِ
النَّصرُ بَرهَنهُ اعِتمالُ الصِدقِ في
جَسَدِ المُقاوِمِ فاشتهى لِحُروبهِ
النصرُ فِعلٌ حاضرٌ لِيكونَهُ
واللفظُ لا يُغني غَناءَ وُجوبهِ
عَدَنٌ تَمَخَّضتِ الفِداءَ وكَشَّفتْ
عن لِصِ أضرِحتٍ فَدا لِهروبهِ
عن كُلِّ وَغدٍ مُغمِدٍ لِسُيوفهِ
يَستَلُّ عُهراً فَخرَهُ يَهذي بهِ
سَيفُ اللسانِ العَضبِ قَارِعُ خَصمِهِ
بِلُعابِهِ وبِلعبهِ و مَعِيبهِ
كالهرِّ أشرس ما يكون مواؤهُ
يَنسَلُّ جريَ الماءِ في أنبوبِهِ
عَدَنٌ شَرارُ الحَشرِ مَبدأُ مَبعثِ
لِمَلاحِمٍ رَكِبت حَميمَ مُذيبِهِ
قد صَبَّحتهمْ بالمنايا قَبلما
فَجرُ ابتِهاج العِيدِ شَعَّ بِطيبهِ
فكأنَّما العيدان فَرحةُ صَائمٍ
وبشائرُ التمكينِ في تَركيبهِ
في ذَودهِ عن كُلِّ أرمَلةٍ سَقت
بِدموعِها واستمطرت بِجدوبهِ
فبكلِّ يانعةٍ يُضمِّخُ مُهجةً
بِفدائهِ إذ فاضَ عن مَنسوبهِ
والحَوثةُ الرَعناءُ مِلء الأرضِ مِن
جِيَفٍ تَنِزُّ عن ارتواءِ كَثيبهِ
يا ويحَ دود الأرضِ يَلعنُ حَظَّهُ
مُتَعوِّذاً مِن رِجسهمِ و كَئيبهِ
طُهراً يَعودُ العيدُ يُبهِجُ بالمُنى
وبِدفئهِ وبِنَصرهِ و حَبيبهِ





معين الكلدي
20 / 7 / 2015