|
كُنهٌ يَتوقُ إلى لِقاءِ غَريبهِ |
يَستنطِقُ الأضدادَ في تَصويبهِ |
تَعلوهُ أمزِجَةٌ هَوتْ أقدارَهُ |
وَرَجاحَةٌ مُزِجَتْ بِخَتلِ وثوبِهِ |
مُتَمرِّسٌ بِالشَّك لا وَطنٌ لَهُ |
إلاَّهُ .. إلا الرَملَ في عُرقُوبِهِ |
وَخَريطَةٌ رَسَمَ البُغاةُ حُطامَها |
بِرَصاصةٍ خَطَّت عِظامَ شُعوبِهِ |
كُلٌ نَزاهَتُهُ الخَلاصَ وَلوثَةٌ |
وَشَتْ البَعيدَ وأخلَصَتْ لِقَريبِهِ |
لا غروَ أنْ طَفَحَ الشَقاءُ فَمُبتلىً |
أعمى وَمُنقِذُهُ شَتاتُ دَبيبِهِ |
يَمَنٌ رَثاهُ اليُمنُ أودى فَرحَهُ |
تُعسٌ يَفِلُّ شمالَهُ بِجَنوبِهِ |
لا صَاحِبٌ إلا المُسَدَّدَ حَتفهُ |
يُرمى فَيَصهَرُ عُمرَهُ بِلَهيبِهِ |
ثِقَةٌ فَصونُ العَهدِ في بارودِهِ |
ووفاؤهُ شَغِفٌ بِزنِدِ رَقيبِهِ |
والمُرجِفُ المَأفونُ يَرتَعُ في حِمى |
شَهمٍ ويَطمَعُ لاقتلاعِ خَصيبِهِ |
زّجَّ انتصارَ الحَقِّ في إنتانِهِ |
هيهاتَ صُنعُ الشَهدِ مِن يَعسوبِهِ |
وَدمُ الشهيدِ مُبَرَّأٌ من إفكِهِ |
كالقِسِ يَزعُمُ فَوزَه بِصَليبِهِ |
النَّصرُ بَرهَنهُ اعِتمالُ الصِدقِ في |
جَسَدِ المُقاوِمِ فاشتهى لِحُروبهِ |
النصرُ فِعلٌ حاضرٌ لِيكونَهُ |
واللفظُ لا يُغني غَناءَ وُجوبهِ |
عَدَنٌ تَمَخَّضتِ الفِداءَ وكَشَّفتْ |
عن لِصِ أضرِحتٍ فَدا لِهروبهِ |
عن كُلِّ وَغدٍ مُغمِدٍ لِسُيوفهِ |
يَستَلُّ عُهراً فَخرَهُ يَهذي بهِ |
سَيفُ اللسانِ العَضبِ قَارِعُ خَصمِهِ |
بِلُعابِهِ وبِلعبهِ و مَعِيبهِ |
كالهرِّ أشرس ما يكون مواؤهُ |
يَنسَلُّ جريَ الماءِ في أنبوبِهِ |
عَدَنٌ شَرارُ الحَشرِ مَبدأُ مَبعثِ |
لِمَلاحِمٍ رَكِبت حَميمَ مُذيبِهِ |
قد صَبَّحتهمْ بالمنايا قَبلما |
فَجرُ ابتِهاج العِيدِ شَعَّ بِطيبهِ |
فكأنَّما العيدان فَرحةُ صَائمٍ |
وبشائرُ التمكينِ في تَركيبهِ |
في ذَودهِ عن كُلِّ أرمَلةٍ سَقت |
بِدموعِها واستمطرت بِجدوبهِ |
فبكلِّ يانعةٍ يُضمِّخُ مُهجةً |
بِفدائهِ إذ فاضَ عن مَنسوبهِ |
والحَوثةُ الرَعناءُ مِلء الأرضِ مِن |
جِيَفٍ تَنِزُّ عن ارتواءِ كَثيبهِ |
يا ويحَ دود الأرضِ يَلعنُ حَظَّهُ |
مُتَعوِّذاً مِن رِجسهمِ و كَئيبهِ |
طُهراً يَعودُ العيدُ يُبهِجُ بالمُنى |
وبِدفئهِ وبِنَصرهِ و حَبيبهِ |