آلام النخيل!!
شعر/ عبدالسلام جيلان
ترى هل يطول الصمت حزناً لما يجري؟!
وهل موسم الآلام يبقى مدى العمرِ؟!
وهل تترك المأساة ذكرى جحيمها؟!
وهل تعصف الذكرى بمن لاذ بالصبرِ؟!
أيا موكب الأحزان: مهلاً، لأنني
أقاسي شجوناً بات يغلي بها صدري
لقد أدْرَكَـتْ أرضُ الفرات احتضارها
وقد مَــزَّقَـتْ أحشاءها طعنةُ الغدرِ
غدا ملؤها قهراً وظلماً وقسوةً
وقتلاً وترويعاً وذعراً على ذعرِ
وصارت لياليها عذاباً ومحنةً
وفي رافديها بات موج الأسى يسري
وما عاد زهو الأمس يغشى نخيلها
ولا طائر الآمال يأتي مع الفجرِ
وأضحى شعاع الشمس تكسوهُ حسرةٌ
وأخْـفَـتْ غيومُ الحزن إطلالة البدرِ
فما أكملت (بغدادُ) تضميد جرحها
وما عُـوْفِـيَـتْ (كركوكُ) من صدمة الدهرِ
وأما عن النهرين فالبؤس فيهما
وذكرى المآسي تجمع النهرَ بالنهرِ
وما زال (هولاكو) يباهي بظلمه
وأفعاله الرعناء في البرِّ والبحرِ!
وها هم (مغول العصر) يزداد قبحهم
ويبدون ما يخفيه مستنقع العهرِ!
فسحقاً لهم .. كم يستبيحون طهرها!
وكم يبذرون الرجس في منبت الطهرِ!
أتوها لرفع القهر عنها بزعمهم
ألا لن يزيل القهرَ من جاء بالقهرِ!
ولن يَصْـدُقَ المحتل فيما يقولهُ
ولن يقبل التاريخُ (أكذوبة العصرِ)!

ديسمبر- 2003