مَنْ بَنُو مِصْرَ فالعُروبَةُ جُرْحٌ

مَا خَطْبُها أوْطَانُنا ، تَكَادُ - و مَا شِبْرٌ - أَنْ تَرَى ... شفَقَ البَيْن عَلَى شَفَا قَلْبَيْن

شعر : همّام رياض

(1)
- أَلسنَةٌ حِدَادٌ -


أَيْقَظُوهَا ..... حَمِيّةً تَتَنَادَى
وَأَقَضُّوا حِمىَ السّكُونِ حِدَادَا
<>
يَتَوَارَوْن َ فِي الأَنَاةِ انْدِسَاسًا
وَ يَلِجّونَ فِي الشِّقَاقِ انْسِدَادَا
<>
أَنْكَرُوا البَيْنَ إذْ تأبّطَ سَقْفًا
وَهُمُ القومُ جَاثِمُونَ عِمَادا
<>
وَهُمُ الرّيبُ لا يَكُفّونَ وَأْدًا
وَهُمُ الْخَوْضُ لا يَكُفّونَ وَادَا
<>
يَتَبَاهَون إذْ يَسُبّونَ جَمّا
إذْ يَصُبّونَ جَامَهُمْ أحْقَادَا
<>
كُلّ شِعْبٍ يَرى اِحْتِشَادَهُ شَعْبًا
يَمْلِكُ الحقّ أنْ يَكُونَ بِلاَدَا
<>
وَعَظُوا القَوْمَ بالسّدَادِ وَعَضّوا
أيْدِيَ الغَيْظِ أنْ أقرّوا السّدَادَا
<>
وَاكَبُوا النّار - إذْ أشبّوا - لَظَاهَا
وأكَبُّوا يَسْتَنْكِرُونَ الرّمَادَا
<>
صَوْتُ أَفْوَاهِهِمْ يَهِشُّ وَلَكِنْ
صَوْطُ إِيمَائِهِم يَهِيشُ احْتِدَادَا
<>
يَخْسِفُوَن الوَقَاحَ فِي كُلّ مَيْنٍ
وَعَلَى المَيْنِ يَْخصِفُونَ العِنَادا
<>
ألسُنٌ ضجّتِ المآثمُ مِنْها
عافهَا الزّورُ فَاسْتَشَاطَ بِعَادَا
<>
تَتَلَوّى بِكُلّ رِيحٍ سَمُومٍ
تَتَوَالَى عَلى الهَشِيم وِقَادا
<>
وَرّمُوهَا اسْتِبَاحَةً وَرَمَوْهَا
تلْحَسُ السُّوءَ تَلْحَصُ الأحْقَادَا
<>
أَوْغَرُوهَا عَلَى المَلاَ فَوّهَاتٍ
وَاسْتَرَاحُوا إلى صَدَاهَا زِنَادا
<>
مَا أقَرّت وُجُوهُهُم قَسَمَاتٍ
إذْ أهمّتْ سَفَاهَةً تَتَمَادَى
<>
وَتَدَاعَتْ شِفَاهُهُم عَارِيَاتٍ
تَلْبَسُ المكرَ ، تُلبِسُ الأضْدَادَا
<>
هُمْ سُعَارٌ تَقَاسَمُوا مَا انْفِكَاكٌ
عَنْ مَزِيدٍ تَقَاسَمُوهُ مَزَادا
<>
وَتَنَادَوْا لَيَقْعُدُّنَّ شِقَاقًا
يَنْخِرُ الحُكْمَ أَوْ يَخِرّ اِنْهِدَادَا
<>

(2)

- غَيّةُ الشّرْقِ ، غَايَةُ الغَرْبِ فِيهِ -

<>
نَافَحَ الْغَرْبُ عَنْهُمُ وَهَوَاهُ
مَدُّهُ الشّرْخُ يَنْتَضِيهِ مِهَادَا
<>
وَهُوَ البَطْنُ لا يَكُفُّ الْتهامًا
وَهُوالبَطْشُ لا يَلِينُ امْتِدَادَا
<>
أَيْنَ فِي الأَرْضِ مَوْطِأٌ لَمْ تَطَأْهُ
عُصْبةُ الغَرْبِ حِطّةً وَفسَادَا
<>
أَيْنَ مِنْهُمْ سِوَى التَّخَلّفِ أَجْدَى
أَيْنَ مِنْهُمْ سِوَى الشِّقَاقِ أجَادَا
<>
غَيّةُ الشّرْقِ ، غَايَةُ الغَرْبِ فِيهِ
هَيِّنٌ ثَمّ - بَعْدَهُ - مَا أَرَادا
<>
خُطّةُ الشّرْقِ ، أنْ يَظلّ صِرَاعًا
وَهَوَى الغَرْبِ ، أَنْ يَكُونَ عَتَادَا
<>

(3)

-مَنْ بَنُو مِصْرَ فالعُروبَةُ جُرْحٌ -

مَنْ بَنُو مِصْرَ ، أيْنَ مَطْلِعُ شَمْسٍ
تُشرِقُ الطيرُ منْ سَنَاهُ وِدَادَا
<>
أيْنَ للسّعْدِ - قَدْ عَهِدْنَاهُ - وَجْهٌ
مَا انْقَضَى الدّهْرَ بَاسِمًا أَعْيَادَا
<>
مَنْ بَنُو مِصْرَ مَنْ بَنَوْا فِي حِمَاهَا
رَاسِخَاتٍ مِنَ العُقُولِ رِيَادَا
<>
سَارِيَاتٍ ، أَعْلاَمُهَا تَتَبَاهَى
رَاسِيَاتٍ ، تَظَلّ تَشْمَخُ ضَادَا
<>
أَيْنَهُ الحُلْمُ أَنْ يَفِيضَ الْتِحَامَا
أَيْنَهُ الحِلْمُ أنْ يجِدّ اتّئَادا
<>
أَيْنَهُ الصّدْقُ أنْ يَكُونَ يَرَاعًا
أينَهُ الحزمُ أنْ يكُونَ مِدَادَا
<>
فَالْمَسِيرَاتُ وَاجِهَاتٌ حَيَارَى
وَالمَسَارَاتُ وَاجِمَاتٌ وِهَادَا
<>
وَالمُجِدّونَ مَنْ تَرَاهُمُ فَرْدًا
مَا المُجِدّونَ مَنْ تَرَاهُمْ فُرَادَى
<>
مَنْ بَنُو مِصْرْ فَالْعُرُوبَةُ جُرْحٌ
غَائِرُ التِّيهِ ، يَنْزِفُ الأصْفَادَا
<>
مَنْ سِوَى مِصْر مَنْ يذبُّ احْتِضَانًا
مَنْ سِوَى مِصْر مَنْ يَذُوبُ ضِمَادا

<>
<>
<>
<>
بحر الخفيف

<>
<>
<>
<>