في حرم الجمال
أيا بيتَ المهابةِ و الجلالِ
لقد و الله فاضَ الشوقُ حتى
بكى الزوارُ و استبكَوْا لحالي
فإني عنكَ لا أقوى ابتعادًا
فهذا فوق صبري و احتمالي
و هذا دمعيَ المسكوبُ يُلقي
سلامَ الصَّبِّ في حرمِ الجمالِ
حياتي دونك انقلبت خواءً
و أيامي تساوت بالليالي
خيالي فيك مشغولٌ و فكري
فيا سعدي بفكري و انشغالي
و يا حظي و قد ألقيتُ عني
سنينَ البعدِ في طولِ ارتحالي
و جئت أسابقُ الساعين حتى
ذهلت لديك عن نفسي و مالي
و عن صحبي و راحلتي و ركبي
فإني إن لَقِيتُكَ لا أبالي
أتيتُ و همتي تحدو المطايا
فيُلهيها الحنينُ عن الكلالِ
و تسرعُ في المسيرِ لأرضِ خيرٍ
لتغفو لحظةً تحتَ الظلالِ
و حين لمحتُ نورَكَ من قريبٍ
و أبصرتُ الحبيبَ بلا مثالِ
دخلتُ البابَ يسبقُني فؤادي
و يستبقُ الخطى بين الرجالِ
يطوفُ بقبلتي و يروحُ يسعى
و يسحبني إلى حرمِ الكمالِ
هناك يُعِزُّني تشعيثُ رأسي
و تغبيري لرجلي في الرمالِ
و يسمو بي دعائي في خضوعٍ
و يرفعُ رايتي ذلُّ السؤالِ
و يكرمُني على العتباتِ بذلي
دموعي جارياتٍ و ابتهالي
فأغرقُ في بحارٍ من حنينٍ
و أسمو في سماءٍ من وصالِ
و أنسى كل ما فرطتُ فيه
و ما ضيعتُ في دنيا الضلالِ
و أغفو في رؤى طيفٍ جميلٍ
كأني بين جناتِ المعالي
لأصحو بين غفرانٍ لذنبي
و أجرٍ مثل أثقالِ الجبالِ
كأني اليومَ مولودٌ جديدٌ
فيا فرحي بذلك و اختيالي
فيا رباه و فقنا لنأتي
لبيتك كلَّ عامٍ في توالي
شعر : محمود آدم


شعر : محمود آدم