الق القميص ..





أغراه بالعشق دربُ الليل ما عرفـتْ
كالعاشقين أضـاءوا ثَـمَّ واحترقـوا


قال الدليـلُ: أنـا أهديـك معرفتـي
لا البحر يدرك ما أهـدي ولا الأفـق


وقالت النار بـردا قـد أكـون علـى
قلوب من صدقوا في الحب واستبقـوا


فـراح تركـض فـي كفَّيـهِ غربتُـه
يقـودُهُ هَمُّهـا المُضنـي فينطـلـقُ


حتى إذا لاحَ عرشُ المـاء واختزلـتْ
مسافةُ الصّمت معنـىً منـه ينبثـق


تلفتـتْ مقلتـاه لـم يَـعُـدْ أحــدٌ
في ضفة الوجـدِ حيًّـا أوبـهِ رمـق


ها أنتَ لا أنتَ نادتْ لحظـةٌ عبـرتْ
طورَ الكليمِ وأهلُ الطورِ قـد صُعقـوا


لا يخلـعُ الليـلُ أثـوابَ الظـلامِ إذا
لم يُشْهِرِ الضوءَ في وجه الدجى الفلقُ


والحرفُ إنْ لم يكـن كونـاً بِأَكْمَلِـهِ
فليـسَ إلاّ سَـوادًا ضَمّـه الــورقُ


قد يُوجَزُ الْكَرْمُ في كأسٍ، ويَمْثُلُ فـي
قارورة العطرِ روضٌ بالشَّـذَا عَبِـقُ


فَالْقِِ القميصَ الذي قَدْ قُدَّ مِـن دُبُـرٍ
قَدْ حَصْحَصْ الحقُّّ أنت الركبُ والطُرُقُ