للهِ درُّك في الفدى يا مســلمُ
يا من تضوّعَ من مُحياهُ الدّمُ
لله درّك والعــزائم شُمَــــخٌ
كالراسياتِ، وعزمُ خصمِك دمدمُ
لله درّك إذ لنــورِك مَطلــعٌ
يجلو الظلام، و أفقُهم مُتَجهّمُ
لله درّك والمــــلائكُ تنتشي
في جانبيك فأين يغدو المجرمُ
يا أيها السوريُّ ناضل فالمُنى
تاقت إليكَ وشمسُنا والأنجمُ
في ظلِّ ثورتك استفاقتْ أمةٌ
وشَدَتْ مورّقةٌ وأزهرَ برعمُ
اشرب زلالَ الوحيِ، إنَّ شرابَهم
غصصٌ -وإن سكنوا القصورَ- وعلقمُ
وتنفّسْ الحرية الجلّى، فقدْ
ضمّ الجُناةَ اليومَ سجنٌ أبكمُ
أنتَ الغنيُّ بكنزِ عزّك والتّقى
والمُكثرُ الباغي فقيرٌ مَعدمُ
موتُ الشهيدِ لديك عرسُ شهادةٍ
والعيدُ عند أولي الضلالة مأتمُ
لله درّك إذا صبرتْ على الضنى
والصبرُ في دربِ المعالي بلسمُ
لله درّك والجِنانُ تهيــأتْ
للقا الشهيدِ، و للعدو جهنمُ
يتذبذبونَ عمالةً ونذالـــةً
وخطاك يُحْكِمُها الصراطُ الأقومُ
وإذا تلاحمتْ الجيوشُ رأيتهم
حُمُرا تهيمُ، وأنت فردٌ مُقْدمُ
حاروا هناك، وفي جَنَانك آيةُ
تُزجيك ألوانَ الثباتِ وتُلْهمُ
ضاقوا هناك وأنتَ في بحبوحةٍ
تسطو عليكَ الحادثاتُ فتبسمُ
نادوا برايات الأمانِ فقتّـلوا
وسعوا لكي يتوحدوا فتشرذموا!
وتبادلوا زورَ الثناء فهملجوا
وتلعثمَ اللثغ الجبانُ المُبــــهم
لله درّك والسلاحُ بكفِّهم
فعلوتهم بفؤادِ من لا يســــأم ُ
تختالُ في ثوبِ الثباتِ مجلّلا
ثقةً بمن يُملي القضاءَ ويُحْكِـم ُ
لله درّ ندائك الحرِّ الــّــذي
شبّتْ به نــارٌ وهبَّ الضَيغمُ
خضتَ المعامع صحوةً وشجاعةً
ووقودُ عزمك نصرُك المتحتمُ
لاغرو أن ترد الوغى ذا مِرَّة
فغذاكَ قرآنٌ وشُربُك زمــــزمُ
لاغرو إن سقطوا أمامك خُضّعا
إن المعــاقلَ بالعقيــدة تُهـــزمُ
أحفـــادُ خالدَ نخــــوةً وبســالةً..
وجموعُهم سبئيـــةٌ تتعلقــمُ
هذي رُبا الجولانِ تفضحُ غدرهم
فلكم حموا ظهـر العدوِ وأبرمـوا!
قهروا الأسارى في ظلامِ مهامهٍ
فتصرّمت أخبارُهم وتصرّموا
وسطوا على مُهج الحرائر باللظى
فهمُ العــــدو المستبدُّ المجرمُ
جثثٌ مبعثرةٌ.. وقيدٌ جائرٌ ..
وطفولةٌ تحت الجنادلِ تُردمُ
سبعون ألفاً تحت أطباق الثرى
إنّ اليهودَ من ابنِ علقمَ أرحمُ
ماذا يسرّكُ والخصيمُ معمّمٌ!!
والوجهُ غدرٌ والمُحاورُ أرقمُ!!
والدينُ زورٌ والمحارمُ متعةٌ
وولاؤهم في الحبِّ "أينَ الدرهمُ"!
يا أيها السوريُّ سِـرْ في عزّةٍ
فمعاقلُ الأصنامِ ســوفَ تُهـــدّمُ..
هذي الشآمُ على العقيدةِ شامةٌ
وعلى العدو هي الجحيمُ الأشأمُ
هم قاهرو زحف التتارِ وكاسرو
عنقَ الصليبِ.. وجندُهم لا يُهزمُ
قد ينزلُ النَّصرُ المبينُ بقلّةٍ ..
ولقد يخورُ الجيشُ وهو عرمرمُ
!