تضامنًا مع فوارس الأنبار في العراق العريق..
...
غَضْبَةُ الْفَارِسِ الْجَرِيح
أنْتَ في الْمُظلماتِ أَمْضَى عزيـمَةْ
كمْ هزمتَ الظلامَ شَرَّ هزيـمَةْ
مُسْفِرٌ ياعِراقُ عنْ كُلِّ فَجْرٍ
بارَكَ اللهُ ضوءَهُ ونسيمَهْ
رافداكَ الْمُشَعْشَانِ إباءً
كبُروقٍ لعِزِّهَا مُسْتَدِيـمَةْ
لَمَعَانُ الْفُتُوحِ في نَصْلِ حقٍّ
دقَّ صُلْبَ الدُّجى وشَقَّ أدِيـمَهْ
يا رَغيدًا مُدلّلاً حين يصفو
دهْرُهُ تَغْبِطُ الجِنانُ نَعِيمَهْ
يا سعيرًا مسجَّرًا حينَ يُذْكَى
حَدُّهُ يُطْعِمُ الجحيمَ جَحِيمَهْ
يسْتفِزُّ الطُّغاةُ حِلْمَكَ حتَّى
تُقْعِدَ الكونَ غَضْبَةً وتُقِيمَهْ
اغضبِ اليومَ ياحليمُ فهذا
عالَمٌ يطْحَنُ الجهولُ حليمَهْ
أين لَيْلاكَ ..ياعراقُ.. أتدري
في تفاصيلِ أيِّ بؤسٍ مُقِيمَةْ
في تقاسيمِ كلِّ أنَّةِ ثكْلى
في تباريحِ كُلِّ وَجْهِ يتيمَةْ
سجنوها لأنَّها ذاتُ طُهْرٍ
مَنْ يرونَ العفافَ شَرَّ جَريمةْ
تنفثُ الموتَ قانيًا رِئتاها
مبتلاةٌ بكلِّ داءٍ سَقِيمَةْ
حقنوها بحقْدِهمْ نَعَراتٍ
وسَقَوها من السُّمومِ القدِيمةْ
حاصَرتْهَا عقَاربٌ وأفاعٍ
رقَصَتْ حولها ضِبَاعٌ لَئِيمَةْ
اغْضبِ اليومَ ياعراقُ وزمْجِرْ
فلقدْ طاشتِ العقولُ الحكيمةْ
دجلةٌ والفُرَاتُ ميراثُ قومي
عَزَمَ الفُرْسُ بينَهُم تَقْسِيمَهْ
مُنذُ أطفأتَ بالهُدى نارَ كِسرى
أُوْقِدَتْ لِلْمَجُوسِ نارُ السَّخِيمةْ
اغْضَبِ اليومَ ياعِراقُ فَكِسرى
أفْسَدَ الدِّينَ فِتْنَةً ونمِيمَةْ
في مُسُوحِ الفقيهِ عادَ وليًّا
عابدُ النَّارِ يبْتَغِي إقْليمَهْ
مثْلمَا عادَ لِلشآمِ هِرَقْلٌ
وتولَّى حاخَامُهُ أُرْشَلِيمَهْ
اغْضَبِ اليومَ ياعِراقُ وحطِّمْ
حُلمَهُ يامُهندسًا تحطيمَهْ
يا أسودَ الأنْبَارِ هذا زمانٌ
يبتلي اللهُ فيه أهلَ الشَّكيمةْ
خلقَ اللهُ للدواهي دُهَاةً
وَعِظَامًا لكلِّ بلْوَى عظيمةْ
هو غيمٌ أغامَ والغيثُ يُرْجَى
كُلَّمَا ساقَ برقَهُ وَهَزيِمَهْ
هوَ درْبٌ إلى الخُلودِ يؤدّي
أو حياةٌ على العراقِ كريمةْ
ليس في مشهدِ الكرامةِ موتٌ
إنما الموتُ في حياةِ البهيمةْ
مُنذُ ذي قارَ والعراقُ ضمينٌ
يأمَنُ المجدُ عنْدَهُ تسْليمَهْ
لم يُركِّعْ شُمُوخَهُ جَبَرُوتٌ
هُوَ أَقْوَى مِنْ كُلِّ رَقْمٍ وَقِيمَةْ
شامخُ النخلِ ليسَ يَحْنيهِ إلا
لإلهٍ يشدُّ فيهِ العزيمةْ
قادِسِيَّاتُهُ لكُلِّ زمانٍ
جفَّ مِنْ وَابِلِ المُروءَةِ دِيمَةْ
كلَّما اخْتلَّ للْعُروبَةِ خَطْوٌ
أسْعفَتْهَا بِخُطوةٍ مُسْتقِيمةْ
أيُّها المستدينُ منه دماءً
سيُوفِّي الغريمُ يومًا غريمَهْ
أيُّها العاثرونَ مالخُطاكُم
هذه رجْفَةُ الدُّروبِ الأثيمَةْ
هل عثرْتُم لمَّا عثرتُم على ما
كنتمُ تَشْغَبُونَ عَنْهُ زعيمَهْ
هلْ عرفتُم يامُسْلِميهِ فداءً
أيَّكُم صارَ في الحسابِ غَنِيمَةْ
أيُّهَا النَّائمون طالَ كراكُمْ
عينُ تاريخِكمْ بلا تهْويمَةْ
فأفيقوا أوِ اهجعوا شأنكمْ..لنْ
تُسقطوا من تاريخِكمْ تقْويمَهْ
هوَ مَا زالَ مذْ غفوتُمْ أصيلاً
عَرَبيًّا مُقَاوِمًا تَـعْجِِيمَهْ
ربما لم يَعُدْ بكفِّيهِ سيفٌ
لكنِ الشَّهمُ ملءُ نهريهِ شِيمَةْ
وبأسْنانِه يُحاربُ عنكمْ
وبأضلاعه يصدُّ خَصِيمَهْ
عاصبُ الرأس شاخبُ القلبِ يومي
جرحُهُ الآنَ...فَافْهَمِيْ يافَهِيمَةْ