|
حلمتُ بأنـِّي أموتُ الغداةَ |
وأحملُ في النعشِ ماءً فراتــَـا |
وبغدادُ في الأفـْـقِ ترْفـَـضُّ موتــًا |
ويرتدُّ صوتُ الصراخِ حياتـَا |
وشمسٌ تؤبـَّــنُ خلفَ الدياچـي |
وليلٌ بهيمٌ يشـُـق ُّ الفلاةَ |
وقومي على النيل يمشون هوْنـًا |
ويبكون خلفي حفاة ً عراةَ |
وجرذٌ صغيرٌ من الجحرِ بادٍ |
يحاول من جحـرهِ الانفلاتـَا |
فقلتُ انقمِئْ يا حقيرُ بصمتٍ |
فهيهاتَ تقدرُ .. كلا ولاتَ |
فيتسعُ الجحـْـرُ شيئـًا فشيئـَا |
إلى أن تمكـَّـنَ منهُ وفاتَ |
وأوْمأ في كبرياءٍ بغيضٍ |
وقال : التزمْ .. لا تُحَـدِّثْ بتاتـَا |
من اليوم آكلُ حتى امتلائي |
وتمضـُـغُ يا أنتَ بعدي الفتاتَ |
وجرذانُ أخرى ومن كل وادٍ |
عميقٍ توالتْ تفضُّ السكاتـَا |
وتَشــَّـقـَـقُ الأرضُ عنهم جياعـًا |
كطاعونِ عمْواسَ في الشامِ واتى |
فررتُ من النوم والحلمُ باقٍ |
وناديتُ يا ربُّ أرجو الثباتـَا |
وأطرقتُ لحظــًا , وأدركتُ أمرًا |
إذن صحَّ حدسي .. وصدَّامُ ماتَ |