مَوْلَاةُ قَلْبِي
,,,,,
مَدَّتْ يَدَيْ أَشْوَاقِها مَدَّا
فَازَّاوَرَ الِإلْحَاحُ وَ اشْتَدَّا
وَ النُّورُ مِنْ إِشْعَاعِ مُقْلَتِها
صَدَّ الدُّجَى فِي مُقْلَتِي صَدَّا
لِلْغَيْمِ فِي إِيْمَاءِ غَمْزَتِها
غَيْثٌ تَهَامَى وَابِلًا إِدَّا
مَاسَتْ بِخَطْوٍ خَبَّ فِي صَدْرِي
خَبًّا كَخَيْلٍ طُوْرِدَتْ عَمْدَا
فَاشَّقَّقَتْ أَعْطَافُ أُمْنِيَتِي
وَ اطَّايَرَتْ فِي صَدْرِها وَرْدَا
فَاحَتْ بِثَغْرِي عِطْرَ زَنْبَقَةٍ
لَمَّا تَشَهَّتْ قُبْلَتِي الخَدَّا
لَمَّا سَقَتْنِي خَمْرَ مَرْشَفِها
عَنْ مَزِّها لَا , لَمْ أَجِدْ بُدَّا
فَاخْتَرْتُ مِنْ فِيْها مُعَلَّقَةً
أَشْدُو بِها دَهْرًا فَلَا أَهْدَا
قَطَّفْتُ مِنْ رِمْشَيْ مُعَذِّبَتِي
فُلًّا , فَلَا أَحْلَى وَ لَا أَنْدَى
وَ اسْتَعْطَفَتْ رُوْحِيْ صَبَابَتَها
أَنْ تُطْفِىءَ النِّيْرانَ وَ الوَجْدَا
أَنْ تَرْعَوِيْ عَنْ جَثِّ أَوْرِدَتِي
أَنْ تَرْتَوِيْ مِنْ أَدْمُعِي وِرْدَا
حَتَّى دَنَتْ تَنْسَابُ قَافِيَةً
مِنْ أَحْرُفِي فَازَّهَّرَتْ وِدَّا
فَانْثَالَ هَذَا الشِّعْرُ مِنْ وَلَهِي
يُزْجِيْ سَلَامًا , يَنْثَنِي بَرْدَا
أَهْوَى بِها نَهْدًا يَصُكُّ فَمِي
أَسْقِيْهِ شِرْيَانِيْ فَلَا يَصْدَا
يَا صَوْتَها الخَمْرِيَّ زَقْزَقَةَ الْـ
ـحَسُّوْنِ لَثْغًا قَطَّرَ الشَّهْدَا
زِدْنِي هُيَامًا إِنَّ بِيْ وَلَعًا
يَهْفُو لَهَا , يَحْتَاجُها جِدَّا
هَذِيْ مَسَامَاتِي وَ قَدْ صَرَخَتْ
تَشْتَاقُ مِنْ لَمْسَاتِها يَدَّا
وَ الزَّفْرَةُ الشَّعْوَاءُ أَنَّتُها
قَدَّتْ بِصَدْرِيْ أَضْلُعِي قَدَّا
وَ السَّاحِلُ الشَّرْقِيُّ أَعْيَانِي
وَ السَّاحِلُ الغَرْبِيُّ قَدْ أَرْدَى
لَوْ نَهْنَهَتْنِي - الَّليْلَ - مَا شَبِعَتْ
رُوْحِي , وَ لَا إِرْواؤُها أَجْدَى
مَا زِدْتُ مِنْ أَهْوَالِ رَغْبَتِها
إِلَّا - وَ رَبِّيْ - فِي العَنَا , سُهْدَا
لِلَّهِ يَا مَغْرُوْمَةً بِدَمِي
كَمْ تَدَّعِيْنَ الصَّوْمَ وَ الزُّهْدَا
كَمْ قَدْ حَلَفْتِ - الْأَمْسَ - كَاذِبةً
صَدِّيْ , وَ كَمْ أَخْلَفْتِنِي وَعْدَا
حَارَ التَّلَاقِي كَيْفَ يُقْنِعُنا
أَنْ نَتَّقِي فِي عِشْقِنا جَهْدَا
أَنْ نَكْتَفِي بِالضَّمِّ بَارِقَةً
أَنْ نَحْذَرَ الْإِعْصَارَ وَ الرَّعْدَا
لَكِنَّ - وَيْلُ الحُبِّ - ثَارَاتِي
هَبَّتْ , فَضِدٌّ قَدْ رَمَى ضِدَّا
وَ الحَقُّ إِنِّيْ فِي لَظَى فَمِها
حُرِّقْتُ , لَا إِطْفَاءَ , لَا خَمْدَا
أَهْدَى لِثَغْرِيْ نَحْرُهَا وَطَنًا
لِلَّهِ مَنْ لِيْ مَوْطِنًا أَهْدَى
فَلْأَجْعَلَنِّيْ سُوْرَ قَلْعَتِها
وَ لْأَثْبُتَنْ فِي أَرْضِها بَنْدَا
إِيْمَانِيَ المَعْقُودَ قَدْ فَرَطَتْ
فِي تِيْهِهَا المَحْمُومِ فَارْتَدَّا
مَا رَاعَنِي مِنْها سِوَى ظَبْيٌ
يَغْتَالُ فِي أَلْحَاظِهِ الْأُسْدَا
لَا قُرْبَ قَدْ يَشْفِيْ شكَايَاتِي
لَا سِرَّ , لَا إِفْصَاحَ , لَا بُعْدَا
مَنَّيْتُنِي بِالمَوتِ فِي يَدِهَا
وَ الصَّدْرُ أَنْ أَحْظَى بِهِ لَحْدَا
لَنْ أَرْتَضِي العُذَّالَ تَنْهَشُنِي
لَنْ أَقْبَلَ التَّهْدِيْدَ وَ النَّقْدَا
إِنِّيْ بِها ضَاعَتْ حُدُودُ يَدِيْ
صَارَتْ بِها مَبْتُوْرَةً جَرْدَا
عِشْقِي لَها يَجْتَاحُ مُهْجَتَها
كَالسَّيْفِ إِذْ صَارَتْ لِيَ الغِمْدَا
مَوْلَاةُ قَلْبِي إِنْ تُطَوِّقْنِي
نِيْرَ الهَوَى أُمْسِيْ لَهَا عَبْدَا

,,,,,
* بحرها هو : السريع