نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



أنَا مَنْ أنَا ؟









هلاّ تفتّش عَن معالم وُجهتي ؟
عن رقّتي
عن ثورَتي ..
ودَع استكانة نَظرتي
فعوَامل الغَليان توشكُ أن تزلزلَ هدأتي
لا يخدعَنّك مِن خُضوعِ جَوارِحي فالنّارُ إن أغفتْ
فَفي إغفائِها إعلانُ خرق الهُدنةِ !


حسبي فَخارًا ..
أنّني في زَحمة الفَوضى كَيانٌ نظّم الصّرخاتِ
وَالكلماتِ
وَالخطَواتِ
وَالعبراتِ
حتّى في أتون الشّقوةِ

وهدَفت نَحري للخُطوب ِ .. سألتُها وَخبرتُها
فكشَفتُ سِرّ الرّهبةِ !

.
.


إنّي هُنَا ...



لكنّني في كُلّ أصقاع المَظالمِ رُحتُ أنثرُ عبرَتي
في " تَدمر " الحَمراء زَارتني الوُجوه بهيّة ً
/ وَشجيّة ً
لبّت نِداءَ العِزّةِ

وَ " الحايرُ " استَولى على فِكري ..
مُذ انعقدَتْ بهِ راياتُ بَأسٍ في خِضمِّ الأزمةِ

وَشممتُ مسكَ " أبي غُريبٍ " .. نبّهتْ نَفحاتُهُ حِسّي
وَأودَتْ بالكَرى ..
في عُمقِ بَحر الظّلمةِ !

أمّا " القنَاطر " يا كنَانة خَاطري
شأنُ البَريء إذا اشتَكى أن يَختفي .. كَخفاءِ شَمسِ الرّحمةِ !

" أنصارُ " دوّى - في خَيالي - نَشوةً عُلويّةً
مُشتاقةً
لصَهيل خَيلِ الحَومةِ



وَطُيورُنا في " غوانتانامو " غرّدتْ
بلْ حلّقتْ
وَتعشّقتْ طَعمَ الفِدَا
في ليلِ كُلّ السّاكِتين عَلى هَوانِ الشّرعَةِ !


لا زِلتُ أُمعنُ في قَوائمِ سُخفنَا العَربيِّ .. تُرهقني الحُدودُ
كمَا القُلوبُ
كمَا الحُروبُ
كمَا الذّنوب
تُقيمُ صَرح الخَيبةِ ..

أهوَاتفُ التّاريخ تَهذي كُلّما نَثرتْ عَلى أمجادنَا في شَائعاتِ الخِزيِ أخبارًا
بِـ لونِ العُتمةِ ؟

ذي قُوّة الحَقّ المُسجّى ..
أم تُرى " حقّ القويّ " إذا تسربَلَ في دثار البَيعةِ الأفّاكَةِ انتُزِعَتْ منَ الأعناقِ
ياللفَرحةِ !




هَذا هُو الطّوفانُ توّج كُلّ إرهاصٍ .. بلا جَبلٍ ليَعصمَ يا ابنَ نوح ٍ
دونكَ المَوتُ الذِي نَاداكَ ..

وَاستَقبلْ نَذيرَ الصّيحَةِ !