أَعبُر ضوْءَ الياسمينِ متبرِّجةً بدمْع البدر
وتَنْسلخُ عنِّي أَجْثاثٌ
وكائناتٌ كانت تقتات من فرحي
وأنا سائحةٌ في غمار رقيعْ

تَنْتَشِلُني الأفكار بِرِفْقِ الأفاعي
عنْ هنا حيث زُرِعَتْ
سموم انتحارات الأمل
ومواسمُ جَنْيِ رياح الصقيعْ

أَرْتحِلُ لرُمَّانِ الجسد فأجِدُه لقمةً
سائغة ليأس الجوع والعطش
أَتَزَنَّرُ بيدي موتا
وحريقا
يُلْهِبُ فِيّ كل ما ارتمى ِمنِّي
من عرقٍ ودمعٍ ونجيعْ

كنتُ هنا ابحثُ عنِّي
وأيامٌ خلتْ رَهَنَتْني للخوف
وقلبي الصغير مازال يحبو
على درج العثرة تارة
وتارة على كف الغفلة الوديعْ

لم أَرْكَن اليكِ مرة يا ازمنة الهدنة
فبعد كل هدنة .....
كنت تملئين جراري بحروب كثيرة
وكنتِ تشتري مني سلاحي
الوحيد وانا.....من فرط انتظاري ابيعْ

غدوتُ بلا أدرع حماية
جسدا في مهب هزيمة
غلالةَ عطر اجتُثَّ من زهره
وطنا مُسْجى للمنافي
كَراعي السواقي حين هرب عنه القطيعْ


عذرا أيتها الطريق
لم تعد لدي خطوات تكفيك
وسندا يرتجيك
ولا جدائل سعف
تعلق ابتهاجا فوق جلدكِ الرقيعْ

أنا اتخذتُ معبرا لي صدى الذكريات
ونهجَ ريح يستثني نسائم الأغنيات
فقط نحيب قلب أمام
قلعة أحبابه المكسرة
وجدار صمت منيع

قد أبدو لَكَ بسمة موشَّحةً بألف انتظار
ومَدْعَاةً لانتظار آخر
إنما تَمَهَّلْ ,,,لا تُصَدِّق
فانا وصلتُ محطة محملة بالرحيل
لدي فيها تذكرة يتيمة وذهاب سريع.

تعالى معي إذن
نقتسمُ الروح والجسد والمكان
لا تتركني فريسة لخيبة انتظار أخيرة
وان لم تستطع الإبحار كرها
فاتركني أبحر لكلينا
فانا لا املك إلا أن استطيعْ.