اقتربت النهاية
سوريَّةُ العُرْبِ ﻻ سوريّةُ العجَمِ
وثورةُ الحقِّ والأخلاقِ والقيَمِ
المجدُ ﯾلبسُ ثوباً حاكَهُ وطنٌ
الشامُ تنسُجُهُ دِرعاً منَ الشَّممِ
حيُّوا الشآمَ التي لبَّتْ منابرها
وأوقدَت نارَها في شدَّةِ الظُّلَمِ
سينجلي ليلُ بشارٍ بظلمته ِ
والصبحُ ﯾأتي ببشرى الغيثِ والدِّيَمِ
والبغيُ في حفرَة اﻷوغادِ موعدُهُ
مهما تطَاولَ بالعدوانِ والنِّقَمِ
البحرُ ﯾزأرُ حينَ الرﯾحُ تمخرُهُ ِ
فيُغرِقُ البيدَ طوفانٌ من السِّحَمِ
لن ﯾقبلَ القهرَ إﻻ مَنْ توسَّدَهُ
خُفُّ الخُنوعِ وموتُ العزمِ والهمَمِ
سوريَّةٌ كلُّ شبرٍ فيكِ مُلتهبٌ
حلَّ القضاءُ على اﻷشباحِ والرِّمَمِ
يُمحِّصُ اللهُ من ﯾختارُ ملَّتَـهِ
والعهدُ ﯾُسقِطهُ عن مُتعةِ اللَّمَمِ
بشارُ تصرخُ فيكَ اﻷرضُ صائحةً
ارحلْ إلى جُرمكَ الموسومُ بالحِممِ
تلك الشآمُ صفاءُ الدﯾنِ طهَّرها
ورفعةُ الشأنِ تأبى سقطةَ الذممِ
رُوحُ الجهادِ توشَّتْ في مرابِعِها
ما بينَ غُوطتِها والدِّيرِ والعلَمِ
نهايةُ الظُّلمِ تاجٌ فوقَ ساريةٍ
ببابِ سوريَّةِ اﻷحرارِ والشِّيَمِ
ما قالَ ربُّكَ يا بشارُ أنتَ أنا
بلْ قالَ ويلٌ ﻷهلِ الشركِ والصَّنَمِ
تبيَّنَ الغدرُ منْ صفوٍ يُرادُ بهِ
دينٌ يُكدَّرُ باﻷشياعِ والنُّظُمِ
ألقَوا عليهِ ظلالاً من مراجِعِهِم
بمذهبِ الثأرِ بينَ العُربِ والعجَمِ
طروادةُ البيتِ بالتأويلِ قدْ بُنيَت
بلبنةِ اﻹفكِ واﻷحقادِ والسقمِ
وتدَّعي خيلُهم بالزورِ نصرتَها
للآلِ حتى هوتْ في حُفرةِ العدَمِ
والمسلمونَ غدوا سبعينَ طائفةً
لكلِّ قومٍ فقيهٌ بارعُ القلمِ
كلٌّ يصلِّي بأركانٍ مُسَيَّـسَةٍ
وللجميعِ طقوسٌ تُفتَدى بدمِ
أستيقظَ العدلُ من دَرْعا تُسانِدهُ
كتائبُ الشوقِ للفردوسِ والنِّعَمِ
للهِ لبَّتْ صَداها كلُّ مِئذنَـةٍ
أصابَ تهليلُها الفجَّارَ بالصَّمَمِ
فاهتزَّتِ اﻷرضُ بالتكبيرِ وانتفضَتْ
إلى الجهادِ قلوبُ البذلِ والكرمِ
فأُرْعِبَ الشرقُ والأحلافُ قد صُعِقوا
والغربُ يخشى عبورَ النهرِ بالقدمِ
وتستغيثُ وحوشُ الغابِ قائدَها
فما يردُّ بإنكارٍ ولا نعَمِ
مجامعُ الفكرِ حارتْ في مواقفِهِا
مابينَ صمتِ الرضا أو نائحٍ بفمِ
جريرةُ الشَّرِّ بالأشرارِ قد لحِقتْ
وآنَ للجرحِ أن يُشفى منَ اﻷلمِ
فثورةُ الحقِّ تعلو عنْ دسائسِهم
واﻷمرُ للهِ ثم الشَّرعِ والكلمِ
وعادَ للشام تاريخٌ تشرِّفهُ
خلافةُ الرُّشدِ لا مُسْتَنْسَخِ البَهَمِ
ربيبةُ الغربِ لن تنجو بما اكتسبتْ
ولن تجيرُ حِماها هيئةُ اﻷممِ
هذا السِّياجُ الذي يحميكِ قد هلكتْ
أركانُهُ فاستجارَ البومُ بالرَّخَمِ
ستَلتقي غزةٌ شهباءَ عِزَّتِها
واللاتُ تخضَعُ للميثاقِ والقسَمِ
والقُدسُ سَاجدةٌ للهِ قِبلتُها
بَشائرُ النَّصرِ لاحتْ في حِمَى الحرمِ


--------------------------
عبد الملك الخديدي