سَمِّ الإلَـهَ إِذَا رُمْتَ الرُّكُــــوبَ مَــعَا
وَاسْــمعْ قَرِيــــحَةَ صَبٍّ يَنْثَنِي وَلَعَا
وَفَتِّقِ الرَّمْلَ مَاءً بالمُلوحَةِ صَـــــــــــــا
رِخـــا تَكُنْ قَطْرَةً فِي المَـــــــــــاءِ إذْ نَبَعَا
سِــينـَـاءُ طَاحَتْ عَصًا فِي المَاءِ وَانْفَلَتَتْ
تُخْفِي الحَـوَاجِبَ والأهْدَابَ وَالفَرَعَا
مَالَتْ إلَى قَبَسٍ فِي الطُّـورِ، تُــرْشِدُنِي
تُجِـــيبُنِي كَيْفَ قَامَ البَحْرُ مُــــرْتَفِعَا
تَجْــرِي مَعَ الدَّمْعِ عِندَ الفجْرِ أتْبَــعُهَا
تَحْتَ الرُّمُــــوشِ خَيَالاً يَلتَوِي رَمَعَا
تَوَقَّفَتْ بَغتةً سِـــــينَاءُ وَاخْتَمَــــــرَتْ
مِنَ السَّوَادِ وَقَالتْ،و اليَـــــدَانِ دُعا :
يَا رَاعِيَ البَدْرِ في العْلـــيَاءِ تَرْقُـــبُهُ
تَبْغِي الكُشُوفَ وتَبْـغِي النَّبْعَ والكَرَعَا
اخْلَعْ نِعَالكَ إنَّ الأرْضَ طَاهِــــــــرَةٌ
وخَفِّفَ الوَطْءَ إنَّ الطُّـــــورَ قَدْ سَمِعَا
مَاذَا تَرَى؟ قالَ صَوْتٌ في السَّماءِ مُشَبْـ
ـبْعٌ بِـــــــخَطْفٍ مـــــــنَ النِّيرَانِ قدْ لَمَـــــــعَا
شَاهَدْتُـــها بُقْعَةً فــــي الأرْضِ طَيِّبَةً
تَدَافعَ النَّــــــاسُ فِي أرْجَــــائِهَا هَرَعَا
شاهدْتُ شخْصًا تُضِيءُ الكَوْنَ صُورَتُه
يُفَرِّقُ المَــالَ والإحـْـــسَانَ وَالوَرَعَا
شَاهَدْتُ نَجْـــــمًا تَدَلَّى فِي هَوَازِنَ حَـــتْـ
ـتى غَادَرَ اللَّـــــيْلُ بالأسْــــــــرَارِ مُرْتَدِعَا
تحوَّلَ النَّجْمُ شَيْخًا وَانْحَــــنَى خَجَلاً
كَيْ يَرْفعَ الرِّجْسَ منهُ بَعْدَمَا رَضَعَا
وَجَاءَهُ المَلَكَانِ، الثَّلْــــجُ يَغْــــــسِلُهُ
مِــــــنْ مُضْغةٍ ، لِيَكُونَ النُّورُ مُتَّسِعَا
وَأسْرَعَتْ أختُهِ بالخَوْفِ رَاكِـــضَةً
لَدَى حَلِيـــمةَ تــــرْجُو العَوْنَ والمَنَعَا
لا أخْتُهُ بَلْ وَلاَ الدُّنيَا بأجْمَــــــعِهَا
تَرُدُّ شرْعًا مِـــــــنَ المَوْلَى إذَا شُرِعَا
جَاءَ الأمِينُ فَقَرَّ النَّاسُ أعْـــيُنُــهُمْ
وَجَـــمَّــــعَ اللهُ مَـــنْ كَانُوا به شِــيَعَا
هَامَتْ خَدِيجَةُ بِالأخْلاَقِ تَعْشَـقُهَا
وَلَمْ يكنْ هُوَ فِي الأَمْوَالِ قَــــدْ طَمِعَا
غَذَّاكَ ربُّكَ بالرُّؤْيَا مُـــــــــطَاوِعَةً
كأنَّهَا الصُّبْحُ بِالأنْوَارِ قدْ سَــــــــطَعَا
اقْرَأْ كِتَابَــــــكَ مِنْ جِبْرِيــلَ مُنْزِلِهِ
صَوْتًا مِنَ اللهِ لاَ تَــــــــمْشِي به هَلِعَا
تَسَّاقَطَ البَحْرُ قَمْحًا فِي الغِــيَابِ كَمَا
تَفَتَّقَ المَـــــــاءُ فِي شُـــــطْآنِهِ مَرَعَا
اقْرَأْ نُقُوشًا مِنَ المَـــــوْلَى مُبَرَّزَةً
فِي كُلِّ شيْءٍ يَــرَاعُ الحَقِّ قَدْ بَـــــرَعَا
اقْرَأ، وَهَا ربُّكَ الأعْلَى يُعَلِّــــمُكَ الْـ
ـتَّــــــوْحِيدَ والشُّـــــكْرَ والإِيـــمَانَ والجُمُعَا
قَالَ ابْنُ نَوْفلَ، إذْ بَانتْ نــُــــبُوَّتُهُ،
يَا ليْتَنِي كُنْـــــــتُ في أيَّامـــــِهِ جَذَعَا
إذْ يُخْرِجُوهُ من الأوْطَانِ مَـــظْلَمَةً
وَمَا يُضَــــــــامُ الَّذِي بِــــاللهِ قدْ رُفِعَا
بَحْرٌ تيمَّمَ مِنْ أصْدَافِ شـــــاطِئِهِ
ثمَّ اكْتَفَى رَاجِــــــــــعًا بــاللهِ مُقْتَنِعَا
قَالُوا :الرَّسولُ ،فَقُــلْتُ: اللهُ أرْسَـلَهُ
صِدْقًا وَأْمْـــــــــنًا وأخْلاقًا ومُجْتَمَعَا
سَرَى بِنَاقَتِهِ فِي البِيدِ مُنْعَـــــــطِفًا
يَبْــــغِي المَدِينَةَ وَالأصْحَابَ والمَنَعَا
وَزَفَّ سِرًّا إلى الأنــصْارِ هِجْرَتَهُ
مِثْلَ الغَمَـــــــامِ وَمَا وَلَّى وَمَا رَجَعَا
تَبَسَّمَ الرَّمْلُ عـــنْ شَخْصَينِ فِي سَفَرٍ
وَرَدَّدَ النَّـــــــــاسُ أنَّ البَدْرَ قدْ طَلَعَا
ومَالَ صَاحبُهُ ظِلاًّ عَـــــــــــلَى فَلَقٍ
لمَّا تَـــــــجَلَّى بِبَابِ العَارِفِينَ سَـــعَى
أيْنَ المَـــــــــــقَامُ وَمُزْنُ الله سَائِرَةٌ
إلَى المَــــــكَانِ الذِي مِنْهُ الرَّسُولُ دَعَا
فكَانَ أولُ بَيْــــــــــــتِ اللهِ مَبْرَكَهَا
وَكَــــــــانَ أوَّلُ صَـوْتِ اللهِ قَدْ سُمِـــعَا
وسَخَّـــــــــرَ اللهُ ،فـي بَدْرٍ لنُصْرَتِهِ،
جُنْدًا مِـــــنَ الغيْـــبِ بالتَّمْكِينِ مُلتَفِعَا
حَطَّتْ مَلاَئكةُ الرَّحْمَنِ مُــــــــرْدِفَةً
ألفًا بِخَمْـــــــــــــسَةِ آلافٍ وَمَــنْ تَبِعَا
تَوَضَّأتْ أحُدٌ بالطُّــــورِ إذْ خَطَفَتْ
مِثْلَ الـــــــدَّوَاءِ تُنَقِّي الرَّيْــبَ والقَذَعَا
يا سَيِّدَ النَّاسِ طُرًّا جِـــئْتُ مُـــعْتَرِفًا
أجْــــــــــــــثُو لدَيْكَ ذَلِيلاً بـاكيًا خَنِعَا
أبْكِي عَلَى فِتْيَةٍ فِي الكَهْفِ مَرْقَدُهُمْ
نَامُوا وَكَيْفَ يَنُوضُ الغَرْسُ مُقْتَلِعَا؟
أبْكِي عَلَى مَسْكَنٍ جَاعَـــتْ نَـــوَافذُهُ
تجْرِي الرِّيَاحُ عَلَيْهَا صَرْصَرًا قَرَعَا
شَاهَدْتُ خَيْلَ صَـــلاَحِ الدِّين مُقبلةً
فِيهَا الإمَامُ يُسَـــــــوِّي السَّرْجَ مُنْتَقِعَا
شَاهَدْتُ فِي الأيْكِ عُصْفُورًا يُرَاقِبُني
كأنَّ نَظْـــــــــرَتَهُ شَكْوى لِمَا وَقَعَا
وَصَـــــارَ يَنْبُشُ فِي الرَّمْضَاءِ تَرْوِيَةً
لَعـَــــــــــلَّنِي أكْتَفِي بـِـــالمَـــاءِ مُتَّبِعَا
أمْسَكْتُ بالمَـــاءِ فِي سُكْرٍ يُسَاوِرُنِي
ثُمَّ انْبَرَيْتُ لُهُ بالصَّوْتِ مـُــــــــــرْتَفِعَا
واللهِ ما ضَاعَ قولُ الحَقِّ حِينَ رَأَى
دَهْرًا يُنَفِّذُ قَبْـــــضَ الجَمْرِ مَنْ رَكَــعَا
وَعنْدَهَا وَدَّعَتْ سِينَاءُ صُـــورَتَهَا
وَرَفْرَفَتْ طَـــــــائِرًا فِي الرِّيحِ مُنْدَفِعَا
وَخَلَّفَتْ فِي جَنَانِ الصَّبِّ نَارَ جَوىً
تَنْجَابُ فِي زَمْــزَمٍ أوْ فِي المَسِيرِ مَعَا


شعر :مصطفى الطوبي