ردٌ واجب
نفحني أخي الدكتور سمير العمري قصيدة مدح على وزن بحر الكامل على هذا الرابط
https://www.rabitat-alwaha.net/showt...?t=16474&pp=10


ولم يستطع قلمي أمام فيض مشاعره وكريم خلقه إلا أن يرد علي رائعته بقصيدتي هذه، فاقتطعت الوقت اقتطاعاً حتى تصبح في حلة تليق بمقامه وقدره عندي.
تعمدت أن تكون القصيدة على وزن البحر البسيط وهو البحر الذي تعلمته على أيدي الدكتور سمير وكبار الشعراء في الواحة، والفضل لأولي الفضل.
أقول لأخي هذه مني لا مجاملة فيها ولا مخاتلة وأنت تعلم ، هي ترجمة بالشعر لمشاعري كما هي، أرجو أن ترقى لذائقتك وذائقة كل من يشرفني بقراءتها.
ما الحياة كلها إلا معانٍ ، ولم أعرف معنى يضاهي معنى الخل الوفي ، الذي لم يعد عندي من المستحيلات كما يصفونه ، ولكنه تمثل حقيقة فيما يجمعني بالدكتور سمير العمري وذلك ما أتمناه لكل من يقدر هذه القيمة.

حَيِّي القَرِيضَ
حَيِّ القريضَ أتى يَخْتالُ بالحُللِ
في مَوْكِبٍ مِنْ بَدِيعِ الحَرْفِ والقُبَلِ
أكْرِمْ بوَفدِ خَليِليِ قدْ حَوَى دُرَراً
وقِيمَةُ الوَفدِ تُبْدِي قِيمَةَ الرَّجُلِ
هَذا يَرَاعُ سَمِيرٍ وَهْوَ يَمْدَحُنِي
أظُنُّهُ مَزَجَ الأحْبَارَ بِالعَسَلِ
يَا مَنْ تُسَائِلُنِي عَنْ تِبْرِ جَوْهَرِهِ
هُوَالنَّقاءُ فَلا تَعْْجَبْ وَلا تَسَلِ
وَإِنْ عَجِبْتَ لَهُ فاعْجَبْ لِمُعْجِزَةٍ
أحْيَا كَعِيسَى رُفَاتَ الشِّعْرِ فِي طَلَلِيِ
وهَا أنَا أعْزِفُ الألْحَانَ مُرْتَجِلاً
وَأَقْطِفُ الزَّهْرَ مِنْ مُسْتفْعِلُنْ فَعَلِ
اُنْظُرْ لِقافِيَتي فَاللامُ خَاشِعَةً
تُرَتِّلُ الشُّكْرَ فِي الأبْياَتِ وَالجُمَلِ
وَلا تَظُنُّ بِأَنِّي مِثلُهُ أبَداً
فَأيْنَ نَظْمِي مِنَ العُمْرِيِّ إنْ يَقُلِ
وَمَنْ يَفُوُقُ سَمِيراً فِي رَوَائِعِهِ
وَهَلْ بَسِيطِي يُجِارِي كَامِلَ الخِصَلِ
أَشْعَارُهُ كَالعَصَا تَسْعَى لِمُنْكِرِهَا
فَتَلْقُفُ الزَّيْفَ فِي الأحْبَالِ وَالحِيَلِ
يَا شَاعِرَ الوَاحَةِ الخَضْرَاءِ مَعْذِرَةً
إنْ كَانَ رَدِّي عَلىَ الأشْعَارِ بِالزَجَلِ
فاصْفَحْ وَدَعْنِي لِشَوْقِ بَاتَ يَشْغَلُنِي
وَكنْتُ حِينَ التقيْنا غَيْرَ مُنْشَغِلِ
أبَا حُسَامٍ حَنِينِي بَاتَ يُرْهِقُنِي
وَلَيْسَ عِنْدِي نَدِيمٌ يَحْتَوي كَلَلِي
لَوْلا رُؤىَ يَقْظَتِي مَا كُنْتُ مُحْتَمِلاً
أرَى مُحَمَّدَ وَالأطْفَالَ كَالثمِلِ
وَكلُّ مَا كانَ فِي الفَجْرِ القَرِيبِ نَدَى
أمْسَى مُنَىً فِي ليَالِي السُّهْدِ والمَلَلِ
وَيْلِي مِنَ الهَاتِفِ المَهْجُورِ أطْلُبُهُ
فَيَصْفَعُ السَّمْعَ قَوْلٌ (غَيْرُ مُتَّصِلِ)
أرْتَّجُّ مِنْهُ وَمِنْ حُزْنٍ يُطَارِدُنِي
يَسُدُّ أبْوَابَ آمَالِي بِلا كَسَلِ
تَمُرُّ بِي ذِكْرَيَاتُ الأمْسِ تَجْمَعُنَا
وَلَيَسَ لِي مَهْرَبٌ إلا غَدُ الأمَلِ
هَلْ تَذْكُرُ النِّيِلَ تَسْبِينَا نَسَائِمُهُ
فِي لَيْلَةٍ سِحْرُهَا المُنْسَابُ لَمْ يَزَلِ
أوْ سَكْرَةَ الأمُسِيَاتِ الصَّافِياتِ هُنَا
وَكَيْفَ فُرْسَانُنَا لَبُّوُا بِلا جَدَلِ
حَيْثُ التقيْنَا بِإكْرَامِي وَثلَّتِهِ
والحُبُّ يُنْشَدُ فِي مَنْصُوُرَةِ الغَزِلِ
وَوِدَّ مُرْسِي بِكَفْرِ الشَّيْخِ نَخْطُبُهُ
وَحَفْلَ عَبْلةَ حَتَّى الفَجْرِ فِي جَذَلِ
وَفِي المَعَادِي وَإبْرَاهِيمُ يَصْحَبُنَا
نَلْقَى الأحِبَّةَ وَالسِّمَّانُ في عَجَلِ
وََقُبْلَةَ الرَّأسِ فِي دّارِ الأَدِيبِ بِمِصْــ
رَ وَالتُهَامِيُّ َيُهْدِيهَا بِلا خَتَلِ
وَكَيْفَ لا وَصَليِلَ الشِّعْرِ يَسْمَعُهُ
وَأنْتَ تَسْبُكُ أبْيَاتاً مِنَ القُلَلِ
فِي حُبِّ أرْضٍ كِتَابَ الدَّهْرِ تَكْتُبُهُ
بِكُلِّ سَطْرٍ عَجِيِبَ الحَاِدثِ الجَلَلِ
هَلْ تَذْكُرُ الأزْهَرَ الألْفِيَّ مُنْطَوِياً
تَنْدَى مَآذِنُهُ خَجْلَى مِنَ الأُوَلِ
تَأسَى لِقَاهِرَةٍ كَمْ عَزَّ مَسْجِدُهَا
أيْنَ المُعِزُّ وََقَدْ ذَلَّتْ عَلَى وَجَلِ
وتِلْكَ أحْوَالُهَا فَوْضَى بِلا عَسَسِ
وَذَاكَ نَاطُوُرُهَا بِالْنَهْبِ فِي شُغُلِ
حَادَتْ عَنِ الحَقِ والإسْلامِ عَامِدَةً
لِيَسْقُطَ التَّاجُ والهَامَاتُ فِي الْوَحَلِ
قَدْ قَالَ حَافِظُ إنْ مَاتَتْ كَنَانَتُنَا
لنْ يَرْفعَ الشََّرْقُ رَأسَ العِزِّ مِنَ خَذَلِ
كَأنَّهُ قَرَأَ الأيَّامَ فِي غَدِهِ
وَأدْرَكَ الحَاضِرَ المَنْكُوُبَ بالغِيَلِ
فَمِصْرُ تَرْسُفُ فِي الأغْلالِ مُجْبَرَةً
وَالشَّرْقُ يَغْرُبُ مَقْهُوُراً إلى الطَّفَلِ
وَكُلُّ قُمْصَانِهِ قَدْ قُدَّ مِنْ دُبِرٍ
وّكُلُّ قُمْصَانِ عَادِيهِ مِنَ القُبِلِ
فَأيْنَ تِيجَانُهَا والنَّصْرُ رَايَتُهَا
مِنْذُ الفَرَاعِينِ حَتَّى عَهْدِ آلِ عَلِي
مَنِ يعْتَلِي عَرْشَهَا لِلْمَجْدِ تَرْفَعُهُ
هُوَ المَلِيكُ وَإنْ عَانَى مِنَ الخَبَلِ
حَتَّى المَمَاليكُ بِالأسْيَافِ قَدْ حَكمُوُا
فَمَا أضَاعُوُا وَكانُوُا سَادَةَ الدُّوَلِ
فَهََلْ يَعُوُدُ صَلاحُ الدِّينِ أوْ قُطُزٌ
يُخَضِّبُ الرَايَةً البَيْضَاءَ لِلْحَمَلِ
وَيُطْلِقُ النَّسْرَ حُرَّاً مِنْ مَتاحِفِهِ
فِي قَلْعَةٍ شَهِدَتْ ألْفَاً مِنَ البَطَلِ
إِيهٍ سَمِيرُ لَقَدْ أرَّقْتَ مَوْجِعَتِي
جَعَلتَني أنْزِفُ الأشْجَانَ في حُلَلِي
خُذْنِي إلَى اِلْذِكْرَيَاتِ الحَالِمَاتِ لِكَي
أَنْسَى بِهَا أَلَمَ الأحْزَانِ وَالعِلَلِ
هَلْ تَذْكُرُ البَيْتَ فِي أنْشَاصِ مُبْتهِجاً
وَسَامِرَ الليلِ وَالأزْجَالَ مِنْ بَصَلِ
المِسْكُ يُنْعِشُنَا والجَمْعُ يُثْمِلُنَا
وَالطِّفْلُ يُضْحِكُنَا وَالجَفْنُ فِي بَلَلِ
هَلْ تَذْكُرُ الكَنْزَ مَدْفُونَاً بإرْثِ أبِي
وَالدَّمْعُ يَنْسَابُ عِنْدَ القَبْرِ وَالنُزُلِ
وَكَمْ عَرَجَنَا عَلىَ بَيْتِ العَبُوُسِ إذا
كانَ العُبُوُسُ عَلى لا شَيءَ وَهْوَ خَلِي
فَكَيْفَ تُنْسَى مَعَانٍ مِنْ مَآثِرِهِ
وَإنْ نَسَينَا فَهَلْ نَنْسَى وَفَاءَ عَلِي
وَلَو تُذَكِّرُنِي بِالأرْضِ تُبْعِدُنَا
فَأنْتَ فِي كَبِدِي مَهْمَا اشْتَكَتْ مُقَلِي
وَكُنْتُ أرْجُو خَلِيلاً وَالخَلِيلُ قَلِيــ
لٌ فَاجْتبَيْتُ شَقِيقَاً والشَّقِيقُ يَلِي
سُبْحَانَ رَبِّي هُوَ المَنَّانُ مُقْتَدِراً
إنْ شَاءَ ألَّفَ بَيْنَ النَّاسِ وَالمِلَلِ
وَرُبَّ قَدْر أخٍ يَعْلوُ أَخَاَ نَسَبٍ
وَأَنْعُمُ اللهِ أقْدَارٌ بِلا عِلَلِ
خَبِرْتُ فِيِهِ خِصَالاً تُحْتَذَىَ مَثَلاً
وَفِي العُهُودِ وَفِياً جَدَّ مُمْتَثِلِ
سَألتُ عَنْ مُتْعَةِ الدُّنْيَا وَبَهْجَتِهَا
قَالوُا حَدِيثُ الرِّجَالِ الطُّهْرِ فِي الثَقَلِ
وَحِينَ حَدَّثتَنِي أدْرَكتُ قَوْلَهُمُ
وََقُلْتُ قَدْ صَدَقُوُا قَدْ كَانَ فِي الرَّجُلِ
إنْ رُمْتَ شَهْدَاَ نَقِيَّاَ غَيْرَ مُخْتَلِطٍ
اصْعَدْ إلَى القِمَمِ العَليَاءِ والمُثِلِ
مِنَ القَصَائِدِ مَنْ تزْهُو بِشَاعِرِهَا
لكِنَّ أشْرَفَهَا مَنْ عَفَّ عَنْ زَلَلِ
حُرُّ اللآلِئ فِي الأصْدَافِ مَكْمَنُهَا
وَدُوُنَهَا البَحْرُ والغَوَّاصُ إنْ يَصِلِ
وَإنْ أرَدْتَ بَدِيعَ الزَّهْرِ تَحْصُدُهُ
إغْرِسْ جُذُوُراًَ وَصُنْ سَاقاَ مِنَ الخَلَلِ
رَوْضُ الأُخُّوَةِ يُرْوَى مِنْ مَشَاعِرِنَا
وَخَيْرُ رِيِّ جَمِيلُ القَّوْلِ وَالعَمَلِ
حَامَتْ عَليْهِ هَوَامُ الشَّرِّ تُفْسِدُهُ
وَمَا اعْتَرَتْ وَجْنَتَيْهَا حُمْرَةُ الخَجَلِ
وَلَيْتَهَا مِنْ هَوَامِ الطَّيْرِ نَعْذُرُهَا
لَكِنَّهَا مِنْ هَوَامِ الإنْسِ وَالشِّلَلِ
كَمْ حَاسِدٍ أَرِقٍ خَابَتْ مَكَائِدُهُ
وَعَادَ أدْرَاجَهُ بِالخِزْيِ وَالفَشَلِ
دَاءُ الحَسُوُدِ كَمَا تَدْرِي يُلازِمَهُ
وَلا دَوَاءَ لَهُ إلا يَدُ الأجَلِ
شَتَّانَ بَيْنَ حَقُوُدٍ بَاتَ مُعْتَمِلاً
وَبَيْنَ غَافٍ نَقِيٍ غَيْرَ مُحْتَفِلِ
هَذَا كََفُوُرٌ وَذَاكَ الْحَمْدُ يَرْفَعُهُ
فالله يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ بِالعَمَلِ
ولا تُجَادِلْ فَتَىً بِالغَيِرِ مُنْشَغِلاً
فَلَيْسَ ذَلِكَ مَنْ يُغْرِيكَ بِالجَدَلِ
هل تَسْمَعُ الحَيَّةَُ الرَقطاءُ مَوْعِظَةً
أوْ يَهْتَدِي العَقْرَبُ اللدَّاغُ بٍالمُثُلِ
أَلْغَيْتُ بَيْتاً هُنَا فِيمَا يُطَاوِعُنِي
حَرْفِي فَلَسْتُ بِمَنْ يَهْوِي إلىَ الزَلَلِ
هَلْ عَكَِّرَ البَحْرَ فِي الأعْمَاقِ مَيْتَتُهُ
أوْ زَحْزَحَ الرِّيحُ يَوْمَاً مَوْضِعَ الجَبَلِ
إيِهٍ سَمِيرُ لِمَاذَا بِتَّ تُخْرِجُنِي
مِنِ فَيْضِ أنْهَارِ وِجْدَانِي إلى الوَشَلِ
يَا صَاحِبِي وَأخِي وَالرُّوُحُ وَاحِدَةٌ
عَهْدِي وَعَهْدُكَ كَالمِيثاقِ فِي الأزَلِ
مَا دَامَ مَا بَيْنَنَا سِفْراً نُرَتِّلُهُ
فَلا نُبَالِي بِمُجْتَثِّ وَلا رَمَلِ
الخَيْرُ فِينَا بَقاءُ الشَّمْسِ مُشْرِقَةً
وَتِلْكَ بُشْرَى بِقَََوْلِ الحَقِّ وَالرُسُلِ
كَفْكِفْ دُمُوُعَكَ إنَّ اللهَ يَحْفَظُنَا
وَهَلْ هُنَاكَ لِحِفْظِ اللهِ مِنْ جَدَلِ
لَوْ كَانَ مُرُّ بُكَاءِ الشَّوْقِ يَنْفَعُنَا
لَصَارَ نَبْعُ عُيُوُنِي مَضْرِبَ المَثلِ
أصْمِدْ فَإنَّ فَلاةَ الوَجْدِ مُوُحِشَةٌ
وَخَيْرُ زَادٍ لَنَا صَبْرٌ مِنَ الإبِلِ
فَنَلْتَقِي بَعْد دَهْنَاْءِ الفِرَاقِ مَعَاً
لِقَاْءَ صَادِي الفَلا بِالغَيْثِ وَالهَطَلِ
عِنْدِي يَقِيِنٌ بِرَحْمَنِ يُقَرِّبُنَا
مَهْمَا تَنَاءَتْ بِنَا الأجْسَادُ في السُّبُلِ
إذْهَبْ لأرْضِكَ أوْ أَقْبِلْ لِرَوْضَتِنَا
يُغْنِيكَ رَبُّك فِي حِلٍ وَمُرْتَحَلِ