أيا شمسَ الفؤاد ودفءَ روحي
سكبتُ هواكِ عطرا في الوَتين
تـَملـَّك حبك الدفــَّاق قلبي
فصار جَواك وشـْمًا في جبيني
وقاسَمـَكِ الجـَنان خفوق نبضي
وكنت لمهجتي صِنـْو القرين
ندبتُ لك القصائد شادياتٍ
بلحن رضاك في عبق السنين
ضربتُ إليك آباط القوافي
وجئت إليك بالقلب الرهين
أسامِرُ إن تغيبي طيفَ ذكرى
فيعصِفُ بي هيامٌ كالجنون
وأبحث في المرايا عن ظلال
تـَزوَّى منك في كـُحـْل العيون
أفتــِّشُ في دُروجك عن رسوم
وعن صوَرٍ يعانقها حنيني
ويصدح في الحنايا طير وجدي
فيطرب للصدى زهر الغصون
وأصغي للهواتف عَلَّ صوتاً
سرَى بالرجـْع من بعد الرنين
أحدِّقُ من نوافذ كُن إلفًاً
لقامتها تلوِّح باليمين
تـُشيـِّعُ خطوتي إنْ رُحتُ عنها
وتـَهـْمي الدمع فياض الهـَتون
ويـُشجي مسْمعي منها هتافٌ
نديُّ الوقـْع من قول رصين
تـُسِرُّ ليَ الستائرُبعضَ نجوَى
ونجوى الشوق هَـيـَّاجُ الشجون
تـَرِفُّ هِدابـُها شوقاً ولهفاً
لملقاها كما رفـَّتْ جفوني
وتثني خـَصرها الملتاع وجدًا
وتضجر بالنوى ضَجـَرَ السجين
تشير كـَلـُومة ًثكلَى فِراقٍ
بـِحَشرَجة المـُعنــَّى والحــزين :
هنا كانت تدغدغنا يداها
وتثني عِطـْفـَنا صُبحاً بـِلـِين
يداعبها شعاع الشـــمس غنجـًا
فتجـعل كـَفـَّها سـِـتــرَ العـــــيـون
وتخطو للمرايا خطـْـوَ ريمٍ
وما ريمٌ لها كفْءَ الفتون
تغيب الشمس عند وداع ليلى
كما غاب القرين مع القرين
وتطحن لي ليالٍ في رَحاها
حـَناظـِلَ سُهْدِها مُرَّ الطحين
وتعجـِنـُه ليَ الأيامُ جمـْرًا
وتوقِد في أثافيها حنيني
فألقـُم عـَلـْقماً مِن خبز شوقي
يـُغـَمِّسُه إدامٌ من أتوني
وأجرع في النوى غصصاً تلظــَّى
فيصـْلـَى في حناجرها أنيني
تـعــتــَّـق حــبها فــــي دنِّ روحـــي
فطاوعها فؤادي كالعجين
لك الأشعار تزخر بالأماني
ويملأ عطرها رحْبَ المـُتون
فأنت العين إن نامت عيوني
وأنت العشق في سِفـْرِ اليقين