لَيْلَةٌ كَاملَةُ الألمِ/النّدَمِ....



عنِّي تَقوَّلَ بَعْضُ النَّاسِ وَاخْتَلَقُوا زُوْرَاً على مَنْ بها للْعِفَةِ الخُلُقُ
يَحْدُوْنَ قَافِلَةَ التَّشْكِيْكِ فِيْ نَسَبٍ مَقَامُه في مَجَرَّاتِ الأُلى سَبَقُوا
وفيهمُ طارقٌ يَرْوي بِخطْبَتِهِ صَوْتَ المَنابِرِ حَتَّى الصَّمْتُ يَحْتَرِقُ
مِنْ بِحْرِ تَطْوَانَ أَجْدَادِي مَشَى مَعَهمْ مُوْجٌ وفي دَمِهِمْ شَرْقٌ وَمُعْتَنَقُ
يَا سائِلاً عَنْ هُدَى هَذِيْ هُوُيَّتُها والأَصْلُ مِيْراثُ أَجدادٍ بِه سَمَقُوا
أنَا ابنَةُ المغَربِ الأَقَصى يُشرِّفُني أهلٌ بأيْدِيْهِمْ البَيْضَاءَ قَدْ رُزِقُوا
ما كُنْتُ عنْ صَفَحَاتِ الخَيْرِ مَارِقَةً أوْ مَبْدَئِيْ فيْ مَهَاوِيْ الإِثْمِ يَنْزَلِقُ
لَكِنَّهُمْ آثَروا إِشْعالَها فِتَناً يَمْشي بِها اللّيْلُ حينَ الضُّرّ يَنْبَثِقُ
حِقْدٌ تَأَسَّسَ في خَلْوَاتِهمْ وبَدَا كُوْخُ الغَليلِ لَه بَابُ وَمُنْطَلَقُ
الويلُ للشِّعْرِ إِنْ ضَلَّتْ بِقَافِيَةٍ ضَادٌ ومَا جرَّهَا للمَبْدَأِ الورقُ
تَقَوَّضَ الأَدَبُ المَأْمُوْلُ وانْتَكَسَتْ رايَاتُهُ وانْزَوتْ بالغَايَةِ المِزَقُ
هُمْ فيْ ضَمَائِرِهُمْ أَخْفُوْا سَخِيْمَتِهمْ وَأَظْهَرُوْا بَسْمَةً بِالْغِلَّ تَمْتَشِقُ
فَهَلْ يُضِيْرُ الهُدَى كُفْرٌ وشِرْعَتُها مِنْ فِطْرَةِ الدِّيْنِ لنْ يَرْقَى لَهَا الغَسَقُ؟
الشَّمْسُ تَقْرَؤُنِي والوَرْدُ مِنْ لغَتِيْ والضَّوْءُ والعِطْرُ والصُّبْحُ الَّذيْ رَمَقُوا
ومَا تَخَلَّقْتُ بالأَشْوَاكِ أوْ بِيَديْ صَافَحْتُ يَوْمَا بِهَا مَا يُنْكِرُ العبقُ
عُمْرِيْ مَعَ الشَّمْسِ مُنْذُ البَحْرُ عَلَّمَنِيْ أَنَّ السَّفِيْنَةَ لا تَجْرِيْ بِهَا الطُّرُقُ
والطُّهْرُ في لُغَتِيْ يَسْمُو وأَعْرِفُنِيْ عَهْدِيْ بِها في مَجَالِ النُّوْرِ يَنْطَلِقُ
قَوْلِيْ الَّذَيْ تَعْرِفِوْنَ..الحقُّ سَادِنُهُ والفَجْرُ يرْعَاهُ والرَّاوِيْ لَه الشَّفَقُ
في أَبْيَضِيْنِ هُدَى تَحْيَا.. وَذا خُلُقِي دينُ التَّغَاضِي عَنْ الأَحْقَادِ يَعْتَنِقُ
ليْ فِيْ مَقَامِ الهُدَى قَلْبٌ وربعُ فَمٍ وسيرةٌ في مَداهَا يَسْكنُ الأُفُقُ