حكاية الولد الفلسطيني
مع الاعتذار إلى الشاعر الفلسطيني / أحمد دحبور/
رجعت ماذا أجبنــي أيهــــا الرجــــل
الصمت يرعش في عينيك و الوجل
رجعـــت من بلـد منفــــى إلـــى بلـــد
كأن كأســـــك لا خـــل و لا عســـل
و لا قطفت من الأزهــــار أنظــــرها
و أنت عهدي بك الأزهار تحتفـــــل
ها قد رجعت إلى (حمص) و صبوتها
تجري أمامك بعــد القـــــوة العــــلل!
صبيــــة لم تزل تخـــــطو بفتــــنـــتها
والعاشــــقون و عزف المـاء و القبل
ولم يـــــزل مجلس العشـــاق مزدحماً
و لا يزال عـلى إيقاعـــــه الغـــــزل
بالأمس كنت تغنـــــي في خميلتهــــــا
وكان شعرك مثل الجمر يشتعـــــل
وكنت تنقش فوق الصخر أغنيـــــــــة
للصامدين , فهلا أبصر الحــول ! ؟
وكنت تلمس جرحاً من جــــــراح أبي
وكنت بالمطـــــر المجنون تغتســـل
وكنت ترنو إلى ( حيفا ) فتمســـــــكها
وقاب قوسين منا يرقص الحجـــــل
وكنت تنشد و الآفــــــــاق مصغيــــــة ٌ
الله ( أحمد ) كـــــــم دالت بنا دول !
وكــــــم تبـــــدلت الأيـــــــام منبــــــأة ً
أن المصائر قد يلهو بها السفــــــل !
و أن قوماً على أصنامهــــــــــم عكفوا
و أن أقدس قدس ٍ عندهم ( هبـــــل )
ونحن كالقطـــــــة العميــــــــاء نتبعهم
شبراً بشبر ٍ و إن خانوا و إن فشلوا !
يا بن المخيـــــــم يا تاريـــــــــخ محنته
هل يذكر الطفل من ظلوا ومن رحلوا؟
ومن ترمّد قبل النــــــــار من وجــــــع
ومن تقطــــــر حزناً وهــو يبتهـــــل
حتى رحلت كما قالوا إلى ( صفــــــد)
أم أنهــــــا حيل ٌ ضاقت بها حيـــــل
و غبت كالســــــــيف لا أدري أقاطعة ٌ
تلك السيوف أم ان القــول متصـــل !
وكنت تكتب فوق المــــــاء عودتنـــــا
وكنت تحســـب أن القطة الجمـــــل
و أنت أرهف عصفــــــــور فكيف إذاً
تخوض ما خضت لم يلحق بك البلل !
و شـــــــاعر ٌ أنت مثــــل الورد رقته
وفـــــيك كل ورود الأرض تخــتزل
و لســـــــت أعتب إن العتب يوجعني
فنحن قبل أوان الشــــــيب نكتهــــــل
و لا ألومـــــــــك إما كنـــــــت ممتثلأ
إن الســـــــفينة للإعصـــــــار تمتثل
ونحن أنقى من الماء الذي شــــــــربوا
نحن أدهى من الحـــبل الذي فتلــــــوا
لم تبتعد عنـــــــك ( حيفا ) إنما رزئت
كما رزئت و بعض الرزء محتمــــل
وفي يقيني أن الشمــــــس مشــــــرقة
و أن عشـــاقها الأبرار قد وصلــــــوا