أنـا ذاتـــــي

شعر\طارق الزيلعي

عـزفـت عـلـى أوتــار حسـنـك رغبـتـي
وراقصـت فـي أنفـاس معـنـاك ألحـانـي
ولملمـت فـي حضـن اشتياقـي ولهفتـي
إلـيـك احتراقـاتـي وهـدهـدت أحـزانــي
عـلــى ضـفــة الآلام أيـقـظـت أحـرفــي
وبعثـرت فـي ثـغـر الحكـايـات وجـدانـي
ومن ظمـأي أمطـرت صحـراء لوعتـي
رحيـق اشتهائـي مـن أزاهـيـر أفنـانـي
تسـلـقـت هـامــات المـعـانـي مهـنـدسـاً
مـقـامـات أفـكــاري وأبـكــار أوزانـــي
ومــن وجـعـي أقحـمـت خـيـل قرائـحـي
ميـاديـن تهـيـامـي وسـاحــات إدمـانــي
وجردت سيف الشعر من غمد هاجسي
فهلـهـل أسـمـى الأبـجـديـات شيـطـانـي
فقلـدت صــدر الـبـوح أبـهـى قصـائـدي
وألبـسـت هــام الـوجـد تيـجـان تبيـانـي
ومـن نـار أشواقـي انصبـبـتُ مسـافـراً
إلـيــك بــآلامــي بـسـهــدي بـأشـجـانـي
بـنـجــوى عـذابـاتــي بــآهــات فـاقـتـي
بـأنـسـام أحـلامــي بـإعـصـار إدمـانــي
أتـيـتــك مـخـمــوراً بـأنـفـاسـك الــتــي
سكبـتِ دفاهـا فـي مسـامـات أحضـانـي
مللت احتراقي فـي فـم الهجـر والنــوى
وعفـت علـى سجـادة الصمـت كتمـانـي
فـأعـلـنـت لـلـدنـيـا وصــرحــت أنــنــي
مزجت هواك البكـر فـي مـاء شريانـي
وجئـتـك يــا أشـهـى الغـوانـي يقـودنـي
جـنـونـي ويـحـدونـي للـقـيـاك تـحـنـانـي
عشقـتـك إحسـاسـاً يسـافـر فــي دمــي
ويسـكـن أشـيـائـي ويـجـتـاح أوطـانــي
تسربـلـت ذاتـــي مـنــك قـبــل ولادتــي
فكـنـتِ أنـــا ذاتـــي وإنـســان إنـسـانـي