عَلَى صَهِيلِ الْجِرَاحِ


<><><>
شعر : همّام رياض

مَاضُونَ حَاضِرُنَا عَيْناهُ مَاضِينَا
مِنْ غَائِرِ الجُرْحِ أَشْوَاقٌ مَوَاضِينَا
<>
أَحْدَاقٌنَا وَالمْدَى أَقْدَاحُنَا ثَمَلاً
مَا إنّ سِوَاهَا مَرَايَانَا مَرَائِينَا
<>
عَلَى صَهِيلِ الْجِرَاحِ الْعَادِيَاتِ بِنا
ضَبْحًا ، تُوارى بِهِ - قَدْحًا – تَعَازيِنَا
<>
صَدْرًا سَلَلْنَاهُ مِنْ شَوْقٍ تَعَاهُدُنا
صُبْحًا عَصَبْنَاهُ مِنْ صَفٍّ تَفَانِينَا
<>
لاَ نَمْلئُ الدَّنَّ أَوْهَامًا تُسَامِرُنا
وَلاَ نَرَى الظنّ إلْهَامًا يُسَاقِينَا
<>
وُجُوهُنَا مُتَجَلاّهَا أَوَاَصِرُنَا
وَجَاهُنَا مُتَوَلاَّهُ تَوَاصِينَا
<>
نَسْقِي رُؤَانَا فَنَجْنِيهَا مَدَارِكَنَا
مُخَضَّبَاتٍ بِهَا عِزًّا أَيَادِينَا
<>
وَنَبْتَنِيهَا صُرُوحًا أوْجُها مِقَةٌ
مُمَرّدٌ مُنْتَمَاهَا مِنْ تَصَافِينَا
<>
إخْبَاتُنَا النَّبْضَ مَا إِنْ يَنْقَضِي شَفَقًا
يَسْتَوْثِقُ الْعَهْدَ مَصْفٌوفًا شَرَايِينَا
<>
إِذْ يَبْزُغُ الفَجْرُ - مَصْقُولاً - مَدَى أَلَقٍ
وَيَسْقُطُ الليلُ - مَقْصُولاً - قَرَابِينَا
<>
لاَ نَأْمَنُ البَغْيَ أَنْ تَسْطُو دَسَائِسُهُ
إنَّ الْعَدُوَّ لَهِيبٌ مِنْ تَشَظِّينَا
<>
فَمَا يُهَادِنُ إلاَّ كَيْ يُبَاغِتَنَا
وَلاَ يُدَاهِنُ إلاَّ كَيْ يُدَارِينَا
<>
مُدَرّعٌ حِرْصُهُ بِالْغَدْرِ مُتَّرِسٌ
خَلْفَ الأَبَاطِيلِ تَهْوِينًا وَتَوْهِينَا
<>
مُحَدِّقٌ مُتَرَوٍّ فِي تَمَزُّقِنَا
مُخَنْدَقٌ مُتَوَارٍ فِي تَجَافِينَا
<>
لاَ نَأْمَنُ الْبَغْيَ إنَّا مِنْ غَوَائِلِهِ
شِقَاقُنا المُرُّ لَمْ يَبْرَحْ تَلاَشِينَا
<>
نَرْتَادُهُ - وَأَمَالِينَا - تُصَفّدُنَا
ونَرْتَدِيهِ - وَنَجْوَانَا - تُعَرّينَا
<>
شَفَّتْ مَوَاجِعُنَا جَفّتْ مَدَامِعُنا
فَمَا مَذَارِفُنَا إِلاَّ تَنَاعِينَا
<>
جِرَاحُنَا - وَ مَدَى آهَاتِنَا نَزَفٌ -
أَشْتَاتُنَا ، ومُوَاسِينَا مَآسِينَا
<>
تَطُولُ فِي جَفَوَاتِ الْبَيْنِ غَفوَتُنَا
مَا يَصحُو مُنْتَشِيًا إِلاَّ تَمَادِينَا
<>
وَنَسْحَبُ الظِلَّ ، وَالأَوْهَامُ تَسْحَبُنا
وَنَصْحَبُ التِّيهَ ، وَالأَوْهَاقُ تَأْوِينَا
<>
مَدَاكَ يَعْتَصِرُالأَشْوَاقَ يَا نَظَرِي
وَحَيْرَةٌ حَدَقِي المَصْلُوبُ تَخْمينَا
<>
مَدَاكَ والنَّشْءُ في أَوْصَابِهِ سَفَرِي
وَعُدّتِي سَفَرٌ يَمْتَدُّ تَأْبِينَا
<>
مَنْ ذَا يُنَاجِيهِ ، نَشْءٌ آلَ مُرْتَهَنًا
وَمَنْ يُنَجِّيهِ مِنْ كَيدِ الْمُضِلِّينَا
<>
عدَتْ عَلَيهِ عوَادِي الزَّيْغِ فَاغْتَصَبَت
أَشْوَاقَهُ ، وَادْلَهَمَّتْ فِيهِ سِجِّينَا
<>
وَأَثْقَلَتْهُ قُيُودٌ عَرْبَدَتْ وَحلاً
مَجَّتْ هَواهَا وَلَجَّتْ فِيه توطينا
<>
فَلَيْسَ يَسْحُو - مُجِبًّا - عَنْهُ غَفلَتَهُ
وَلَيْسَ يَصْحُو - مُجِيبًا - فِي الْمُجِدّينَا
<>
وَاهًا لَنَا مِنْ صَدَانَا يَرتوِي أَلَمٌ
وَ يُورِقُ البُعْدُ أَكْوَامًا تُغَطِّينَا
<>
وَكَمْ نُعَالِي بِهَا كَأسًا مَآثِرُنَا
وَكَمْ نُعَلّبُهَا يَأسًا مَرَاثينَا
<>
تَحْتَلُّنَا مِزَقٌ تَمْتَدُّ مُوغِلَةً
تَلِجُّ مُوثِقَةً فِينَا أَمَالِينَا
<>
وَيَنْزِفُ الجُرْحُ تِيهًا هائِمًا شَبِقًا
تَنْمُو وَفِي عَجَلٍ أَصْفَادُنَا طِينَا
<>
يَقِيئُنَا الدَّرْبُ فِي الأَعْتَابِ أَسْئِلَةً
تَجُوبُ تَائِهَةً بَيْنَ المُجِيبِينَا
<>
حَرَّى مَوَاسِمُنَا حَيْرَى مَدَارِكُنَا
كلمى عَزَائِمُنَا ثَكلَى أمَانِينَا
<>
ضَيْقًا تَجَلَّتْ رُؤَانَا لَمْ نَجِدْ سَعَةً
دُونَ الهَوَامِشِ كَيْ نُعْلِي مَبَادِينَا
<>
وَكَمْ يَمِيدُ بِنَا فِي آسِنٍ ضَمَأٌ
وَ مَا سِوَاهُ ضُحَى الإِيمَانِ يَروِينَا
<>
نَشْكُو الضّيَاعَ وَمَا إلاَّهُ مَسْلَكُنا
يَشكُو رُؤَانَا ويَنعَى هِمّةً فِينَا
<>
وكَم يَطُولُ بِنَا دَاجٍ وَمَا غَدُهُ
إِلاَّ عَزَائِمُنَا لَوْ أَشْرَقَتْ دِينَا


-------------------------------