عتاب بين النفس والجسد
ما بي قِوى يا نفسُ فيكِ أحارُ
تـَقـْفينَ سراً ما حَوَتهُ ديارُ
لا تـُكثري لوماً مقامِعُهُ بـَرَتْ
عَظـْميْ وقلبيْ جـَرَّحَتـْهُ شِفارُ
ما عُدتُ أقوى مَشية ً لِمَداركٍ
عـَظـُمَتْ و منها باللسانِ ِ مَرارُ
إنـَّيْ أنا الكهفُ الذي سَكـَـنتْ به
أحلامُ أهلِ الأرض ِ حينَ تـُثارُ
حُمِّـلتُ أوزاراً و لَسْتُ بقادر ٍ
يا نفسُ حَملاً منكِ كان قرارُ
ما كان ذنبيْ أنني مـُتـَهالكٌ
فكذا خـُلِقتُ من الترابِ أغارُ
إن شِئتِني قفصاً أكـُنْ بجوارحي
أو شِئتِني فرساً فمنكِ أ ُدارُ
إنـَّا بنوا الأجسادِ ما عَسَفـَتْ بنا
إلا حُلومُ بني النفوس ِ كِـبارُ
كـُفَّ النواحَ أيا قيودَ مطامحي
يا سجنيَ المقدورَ فيكَ أُُضارُ
أقفلتَ باباً دونَ جيشِ ِ مآربي
همْ طوعُ عزميْ إنما بكَ خاروا
فإذا عَزَمْتُ مَسَكتني و إذا قـَنِع
ـتُ أهنتني بالله كيفَ خيَارُ
أهوى مُضيّاً لا تــُطيقُ مِراسَهُ
قد ضِقتَ ذرعاً والهمومُ صِغارُ
قد كـُنتَ يوماً في طريق ِ مباذلي
واليومَ قد خانَ الزِّنادَ شرارُ
لا و الذي سَمَكَ السما وأقامها
ما عادَ يُرضى في حِماكَ إسارُ
أمسكتَ خيلَ الفكرِ غِلتَ لِجامَها
و إذا مَضيقـُكَ قد جَفاهُ مَزارُ
هذا أنا لا ما تظنُّّّ بمـَخبـَري
نفسٌ أبت عند الخنوع ِ تـُجارُ
أنتِ الأُخيَّة ُ لا يُرامُ فراقـُها
إنسان ُ نحنُ إذِ السنونُ قِصارُ
ما كُنتُ بالباقيْ بـِلاكِ براحةٍ
يا نفسُ أدوارُ الحياةِ سِفارُ
فلنـمش ِ دربَ العُمرِ في صِلـَةٍ كما
خُذِفـَت على أيدي الحجيج ِ جـِمارُ
إن كلَّ صبري تـُسعدي بمُصابَه
وإذا عَزَمتِ أنا لقـَدحِكِ نارُ
فكذلك الإنسانُ عاصَرَ وقـْتـَه
كـَسْراً و جبراً والرجاء دِثارُ