مخاضٌ نيساني
شعر/ عبد الله محمد الشَّميري


إيه نيسانُ أينَ مني تجليــ
ــكَ على صفحة البهاء البديعِ؟!
وانسيابِ الجمالِ من راحتيكَ الــ
ــخضر طرّاً كدفقة الينبوعِ
واخضرار المنى بعينيكَ قُل لي:
كيف أغفت, هل راقها توديعي؟!
أتشهَّى خيالها كل حينٍ
وأمنِّي بالسعد سحّ دموعــي
تارةً أذرعُ المسافاتِ بوحاً
سوسنياً أُذيب فيه شموعي
وبأخرى أعبُّ كأس المآسي
باسِماً, والأسى يهدُّ ضلوعي
***
أينَ مني السلوى وهذي المرايا
شاخصاتٍ يسلُبن وهج سطوعي(1)؟!
والمداراتُ تكفهرُّ وتُبدي
أوجهاً قُنِّعت بزيفٍ وضـيـعِ
العشايا تلوك عُقم الثواني
تنزِفُ الشمسُ أدمُعاً من نجيعِ
يلعقُ الصمتُ إصبع الوقت, تهذي
ساعةُ الليل وابلاً من هزيعِ
***
غيرَ أني لمحتُ في الأُفقِ ومضاً
مثل حلْمٍ في عينِ طفلٍ وديعِ
أرتجيهِ .. أصيح يا وعدُ إني
هاهنا أبتغي شراع شروعي
***
إيه نيسانُ هل لممشاكَ نبضٌ
زرعَ الأمسُ كنهه في جذوعي؟!
أسمع الآن هجسه .. يا حنيناً
يحتويني, يحث نار ولوعي!
هدهد البوح أنبئ الحب سرِّي
وانثر اللحن في سبات ربوعي
صبّ كأساً من الحياة, وسلني :
أيُّ هجسٍ للشوق زاد رجوعي؟
***
يا رمال الظما إليكِ دموعي
فاشربيها؛ كي يستفيق ربيعي
ينسج الليل لي رداءً, وينسى
أنَّ في النجم تستقرُّ قلوعي
عبد الله محمد الشَّميري
الجمعة 24 / 12 / 2010 م
11 / محرم / 1432 هــ
تــعــز – اليمن

____________
(1) في إشارة ضمنية للمعاناة التي يعاني منها المعاق بسبب نظرة المجتمع الخاطئة له.