..

.

موسى عصاكَ البحرُ فاضربْ ظهرَهُ
..

مُوسَى عَصاكَ البَحْرُ فاضْرِبْ ظَهْرَهُ
بِعَصاكَ وَافْتَحْ للمَسَرَّةِ جَدْوَلا
طَهِّرْ مِياهَ النِّيلِ مِنْ دَنَسٍ وَمِنْ
فِرعَوْنَ قَدْ حَبَسَ العَنانَ وَقَدْ عَلا
واهْطُلْ عَلى الطّاغوتِ سَيْلًا جَارِفًا
أسْرِعْ فَكَمْ جَيْشُ الخَلاصِ تَأَجَّلا
قَدْ آنَ أنْ يَلْقى البَغِيُّ مَصِيرَهُ
والقَبْرُ يَغْدُو للرَّمِيمِ المَنْزِلا
قَدْ آنَ أَنْ يأْتي الفَضاءُ مُبَشِّرًا
بالخَيْرِ يُرْسِلُ بِالسَّحابِ مُعَسَّلا
كمْ أثْخَنَ الفُسَّادُ فِيها كيْدَهُمْ
وَالحَقُّ كانَ كَما الأسِيرِ مُكَبَّلا
مِصْرُ العُرُوبَةِ أَيْنَ ضاعَ نَعِيمُها
بَلْ كَيْفَ للأغْرابِ كَيفَ تَحَوَّلا.؟
(أعَلى بَلابِلِها يَكُونُ مُحَرَّمَا
وَيَكُونُ للبُومِ الغَريبِ مُحَلـَّلا .؟)
أهْرَامُها فِي الجُّوعِ يَطْوي لَيْلَهُ
خُوفو بَدا مِنْ فَقْرِهِ مُتَسَوّلا
مُوسَى تَوَلَّ الجّائِعينَ وجُوعَهُمْ
وخُذِ الزّمَامَ مُكَبِّرًا وَمُهَلـِّـلا
لا وَقْتَ يَسْمَحُ بالتَّرَدُّدِ والهَوَى
أسْرِعْ بِها لا وَقْتَ كَيْ تَتَمَهَّلا
وادْخُلْ كَما البُرْكانِ جَمْرَةَ رافِضٍ
للذُّلِّ كُنْ للظّالِمينَ مُزَلْزِلا
أبْطِلْ صَنيعَ السِّحْرِ فُكَّ تَميمَهُ
والْقـَـفْ حِبَالَ الإفْكِ واقْرأْ أوَّلا
سُوَرًا مِنَ التَنْزيلِ تَثْبيتًا لَنا
وادْعُ الإلهَ تَضَرُّعًا وَتَبَتُّلا
كُنْ للخَلاصِ مِنَ المَذَلَّةِ سَاعِدًا
كُنْ للعَدالَةِ والرَّخاءِ المَفْصِلا
وَاقْرَعْ سِماكَ النُّورِ وَاطْرُقْ بابَهُ
وارْسُمْ مِنَ الإصْباحِ وَجْهًا أمْثـَلا
هَذا أوَانُ النُّورِ خُذْ بِنُجومِهِ
لِجُفونِ أعمى بِالظَّلامِ تَكَحَّلا
لا تَخْشَ ضَيْمَ المُسْتَبِدِّ وَحَيْفَهُ
إنْ قالَ لا للجائِعينَ فـَقُـلْ بَلى
واستَلـْـئِمِ السَّيْفَ الّذي فِيمَا مَضَى
ما أخْلَفَ الوَعْدَ الشَّريفَ وما قَلى
مُوسَى دَعَوْنا اللهَ عَلَّ دُعاءَنا
أَنْ يُسْتَجابَ مِنَ الإلهِ تَفَضُّلا
مَنْ ذا سِواهُ نَصيرُنا وَكَفيلُنا
مَنْ غَيْرُهُ للحَالِ كانَ مُبَدِّلا .؟

..
بقلم : المهندس رفعت زيتون
31 \1\\2011
القدس \ القاهره

.......