جرحي القديمُ،، ووجه الأفقِ محترقُ
.................والليل أطول دربي، والمدى أرقُ
لا شيءَ يوجِعُني فيما يُراوِدُني
.............إلا الوثوقُ، وإنّي لم أعُد أثقُ
ماذا يُخبِّئ من سهمِ الزمانِ غَدي
..............غير الفراقِ وكلُّ العمرِ مُفتَرَقُ!
هذي الدّيارُ التي يمَّمتُ شطرَ دمي
..................ولي ديارٌ لَها في القلبِ معتَنَقُ
شَطرِي يُراوِدُ شَطري عَن صَبابَتِهِ
.................ونِصفُ همِّي غُروبٌ ما بِهِ شَفَقُ
مَا بينَ وَقْعِ ضَجِيجِ الشّوقِ في أَلَمِي
.................وَحُرقةِ الصّمتِ في ذكرَايَ أحتَرِقُ
أَكادُ بينَ حَنينٍ مَدَّ في كَبدِي
.................ورَغبَةٍ في انعِتاقِ الرّوحِ أخْتَنِقُ
لَا شَيءَ في زَمَنِي إِلّا يُؤَرِّقُني
.................مِتُّ انتِظارًا ولَمّا يَسْقطِ الوَدَقُ
تَجتَاحُنِي مُدُنٌ والبَحرُ غَادَرَني
..............وفِي خُطايَ تَشِبُّ النّارُ والحَلَقُ
حتّى تَفَرَّقتُ في سَبعينَ مِن شعَبي
..............ومَزَّقَتنِي على أعتَابِها الفِرَقُ
حَتَّامَ لِي خَافِقٌ فِي كُلِّ مُعضِلَةٍ
...........قد حِرتُ في جَمْعِها واستَعصَت المِزَقُ
هل كذَّبَتنِي وما أَبليتُ أغنِيَتِي
....................وفارَقَنِّي وما غَنّىيتُهُ الألَقُ
ياربَ هَبني مَضاءً كي أُبَصِّرَني
...............في كلِّ حبلٍ لِصَبرِي بِتُّ أنْشَنِقُ!



وضحة غوانمة
23/8/2012